اني هالمرة بخليهم على خمس حلقات ...و الحلقة الأخيرة بربوحها عشان يزيد التشويق
تابع الحلقة العشرون
فقالت جورجيت : اعاهدك يا خالة اعاهدك ...
- فقالت العجوز : ساحكي لك ما هو العهد وعلى ماذا ستعاهديني ... واخذت العجوز تعلم جورجيت وتشرح لها عن العهد واسبابه ...
مرت اشهر وكانت عائلة الدهري قد نسيت قصة جورجيت ولم يبق يذكرها احد ... وفي ليلة شتاء عاصفة ومعتمة كان يجلس سالم الدهري في بيته ... وسمع طرقا على الباب تكرر الصوت ... وقام سالم الدهري وفتح الباب ... ليرى امرأة مقنعة بالاسود من اخمص قدمها الى راسها ... وفي ثوان ... ودون استئذان .. دخلت المرأة البيت ... وقف سالم الدهري ينظر اليها مستغربا وقال :
- من انت وماذا تريدين ؟؟؟
- قالت المقنعة : ما عرفتني يا سالم ؟!
فرد سالم الدهري الذي ما كان ليخاف او يرتعش من شيء فقلبه اقسى من الحجر : الصوت بذكرني بواحدة بشعة كثيرا ماتت من زمان ، شو انت شبحها ولأ انت حيه وما مت .. يالله شيلي هالخمار علشأن اشوف ابشع مخلوقة صنعها الدهري ...
- فقالت : سالم يا دهري ... انا ما مت ولا راح اموت ، ما دام كلب من دم الدهري فوق الارض .
رفع سالم الدهري يده ليضربها كما اعتاد بالسابق ، الا انها امسكت يده وادارتها بسرعة البرق ليصرخ سالم من الم كسر العظم ... ويصرخ بذهول : انت لست جورجيت ...من تكوني ...؟؟؟؟
- وضحكت وقالت : انا لعنتك يا سالم ، انا لعنة الدهري والشامي ، من دمكم ولحمكم ، انجبت بنت مين ابوها يا سالم ، انت ولأ اخوك ولأ عمك ولأ خالك ، ولأ ولادهم مين ابوها من رجال الدهري يا سالم ..؟
بنتي بتنجب بنت وبنتها بتنجب بنت وكل بنت بتنجب بنت وانا وبناتي بنظل لعنة تطاردكم وتطارد كل ذكر من دمكم ... وبدل القبر اللي دفنتوني فيه ، نفتحلكم الف قبر وقبر.
وبحركة سريعة من يدها ازاحت الخمار عن وجهها والعباءة عن جسدها ليطل من خلف العباءة والخمار .. اجمل جسد ووجه في الدنيا ...... ظهرت علامات الذهول والصدمة على وجه سالم الدهري فجورجيت عادت اجمل مما كانت عليه بعشرات المرات
وقالت جورجيت : يا سالم يا ابن الدهري , انا جورجيت احلى بنات الشام واحلى بنات الدنيا كلها وكل بنت تحمل دمي ، تكون احلى بنات الدنيا وما راح يكون احلى من بنات جورجيت في الدنيا كلها ... وكل ذكر يشوف وجه جورجيت او بنت من بناتها .. ينفتح له قبر ويفتح قبر ويعيش بقبر .
وخرجت جورجيت تاركه سالم الدهري مذهولا لا يصدق ما حدث امامه ...
صدمة قوية اصابت سالم الدهري ... لف يده وخرج وجمع اقاربه وتوجهوا معاً رغم الجو العاصف والامطار التي كانت تنهمر بغزارة الى المقبرة التي دفنت فيها جورجيت.
احتاروا واختلفوا مع بعضهم حول القبر الذي دفنوها فيه ... واستقروا اخيراً على احد القبور، وبدأوا برفع التراب عن القبر ليفتحوه ويروا ان كانت جورجيت حية ام ميتة ، وحينما فتحوا القبر شاهدوا شموعاً مضاءة ، ورائحة زكية تنبعث من داخل القبر .. أخذ رجال الدهري ينظرون بوجوه بعضهم البعض ونفس السؤال يدور في رؤسهم جميعا ... اين اختفت جثة جورجيت ؟ من فتح القبر واضاء الشموع ..؟ كيف يمكن للشموع ان تبقى مشتعلة داخل قبر مغلق ..؟
وبدأ سالم الدهري يصرخ بمن حوله قائلا : هل انتم متأكدون بأن هذا القبر هو القبر الذي دفناها فيه ...؟!
اكد بعضهم وشكك آخرون .. واصر سالم ان يقوموا بفتح عدة قبور اخرى لقطع الشك باليقين وقام اقارب سالم بفتح عدة قبور اخرى مرغمين تحت الحاح سالم وكل منهم يحاول اخفاء الخوف الذي اعتراه عن اعين البقية... وقال احدهم لسالم والجمع الموجود : هيا نعود الى بيوتنا .. لا يوجد شيء يستحق ان نضيع من وقتنا لأجله ..فأن كانت جورجيت حيه فهي ليست الا امرأة ولن تستطيع ان تضرنا بشيء وان كانت ميته فمن المخجل ان نبدأ بالخوف من اشباح الاموات.
ايده الاخرون بما قال وقد لاموا سالم الدهري على اهتمامه بهذا الموضوع وبدأوا بالخروج من المقبرة لتستوقفهم ضحكة امرأة .. التفتوا الى مصدر الصوت ولم يستطيعوا ان يحددوا المكان الصادر منه .. تكررت الضحكة كلما هموا بالخروج من المقبرة وتتوقف كلما توقفوا .
ويقول لهم سالم : انها ضحكة جورجيت .. هيا لنبحث عنها .. ؟!!
لم يوافقه احد على هذا الرأي واجمعوا بأنهم يجب ان يعودوا ولا يأبهون بما يحدث .. ولكن الصوت هذه المرة يناديهم قائلا : وين يا اولاد الدهري ، وين رايحين ؟!!... انا " مره " يا اولاد الدهري ... و" مره " ما بتخوفكم ، بنتكم تنتظركم تبى تعرف مين ابوها والقبر الّي فتحتوه لازم واحد فيكم يسكن فيه ؛ مين فيكم يسكن فيه يا اولاد الدهري .. مين فيكم يسكن فيه ...؟!!
انا " جورجيت " الّلي خلقت منكم لعنة وابوها كل رجال الدهري .. انا جورجيت " المره " اللي ما بتخلي في عيلتكم الا كل " مره " .. واللي يبى لعنتي ما تصيبوا يعلن عن نفسه " مره "...
واخذت جورجيت تضحك بصوت عالٍ ومتواصل ... وسارعوا الخطى وابتعدوا عن المقبرة حتى تلاشى صوت جورجيت ، واخذ كل واحد منهم يتساءل بينه وبين نفسه هل هذا معقول ؟ هل تملك جورجيت القوة لتحقق ما قالته ..!! هل هي ميته ام حيه..؟!!
واخذوا في سرهم يلعنون سالم الدهري على هذه الورطة التي اوقعهم بها .. وبعد ذلك دار بينهم حوار حول ما حدث وكل واحد منهم يقوي عزيمة الاخر ويظهر بأنه ليس خائفاً ... سالم الوحيد من بينهم الذي لم يتكلم وصمت طوال الطريق وهو اكثرهم قناعة بأن جورجيت قادره على تنفيذ ما قالته وخاصة انه جربها حينما كسرت له يده في اقل من لحظة ... سالم لم يحكي لاقربائه عما فعلت به جورجيت بأنها هي التي كسرت له يده ..
مرت تلك الليلة ثقيلة وطويلة على رجال الدهري لم يذوقوا خلالها النوم ، ومرت ثلاثة ايام اخرى واختفى ابن عم سالم الدهري وبدأوا بالبحث عنه ولكن عبثا كان بحثهم ... مر اسبوع على اختفائه وجميعهم شكوا بينهم وبين انفسهم بان جورجيت ربما تقف خلف اختفائه .. ولكن لم يجرؤ احد ان يذكر ذلك امام الآخرين ، حتى تجرأ احدهم وذكر ذلك ، وذكرّهم بأن جورجيت قد وعدت بأن تدخل " احدنا " القبر الذي تم فتحه ... ويجب علينا ان نذهب لنتأكد ان كان هذا صحيحاً .. في البداية ترددوا في التوجه الى قبر جورجيت ولكن بعد ذلك ذهبوا الى القبر .. ليجدوه مغلقا ، وقد نقشت عليه كلمات تقول ...
هنا يسكن الميت الحي
ان كان حيا اخرجوه
وان كان ميتا دعوه
اذهبوا والقبر لا تفتحوه
ان فعلتم فلا بد ان تسكنوه
فتحوا القبر ولم يجدوا بداخله الا الشموع المضاءة ، وخيل لبعضهم انهم سمعوا بكاء طفله ، ورأوا بداخل القبر كتابة منقوشة على حجر ...
" لقد فتحتم قبراً جديداً ترى من فيكم سيسكنه لا تحيروني .. وتحتاروا ، ان لم تختاروا سأختار منكم ابـاً لابنتي يؤنس وحدتها .. "
وقف رجال الدهري محتارون .. منهم من يصدق ومنهم من يكذب ، وحل على العائلة كابوس اسمه جورجيت ومر شهر واختفى شخص جديد من عائلة الدهري ، وشهر اخر واختفى اخر وهكذا كلما مرت عدة شهور يختفي احدهم ولا يعود .. واجتمعت عائلة الدهري في جو من الخوف والغضب يتشاورون فيما بينهم عن طريقة للخلاص من هذه الورطه ومرت الأشهر وعائلة الدهري تحفر القبور بحثا عن جورجيت وعن ابنائهم الذين اختفوا ولكن دون جدوى فلا اثر لجورجيت ولا للذين اختفوا ، ولم يجدوا الا كتابات جديدة تزيدهم حيرة وتثير جنونهم اكثر واكثر ..
بدأوا يشكون في كل شيء ، حتى انهم بدأوا يشكون في بعضهم البعض ووصل شكهم الى عائلة الشامي عائلة جورجيت فربما هي التي تساعد جورجيت في خطف ابناء الدهري ، وارسلوا وفدا الى عائلة الشامي للبحث عن طرف خيط يساعدهم في الخلاص ومعرفة الحقيقة فلا يمكن ان تكون جورجيت لوحدها تقف وراء كل ما يحدث وكانت المفاجأة حينما علموا بأن ... تابع الحلقة الواحد وعشرون
الحلقة الواحد والعشرون
وكانت المفاجأة حينما علموا بأن عائلة الشامي هي ايضا تحفر القبور بحثا عن ابنائها وان لعنة جورجيت قد اصابتهم هم ايضا وعاد الوفد وابلغ عائلة الدهري بما حدث لعائلة الشامي وانقسمت عائلة الدهري الى قسمين منهم من ايد البحث عن طريقة لاصلاح جورجيت وارضائها ومنهم من اعلن رفضه لهذه الفكرة وانه يجب البحث عنها وقتلها بدلاً من الاعتذار لها فما هي الا امرأة ...
ومرت سنوات وعائلة الدهري تحيا كابوسا اسمه جورجيت وفي كل فترة يختفي شخص جديد حتى ان عائلة الدهري اعتادت على هذا الوضع ولم يعد رجال الدهري يجرؤون على الخروج ليلاً خوفا من لعنة جورجيت .
ورغم كل ذلك استطاعت عائلة الدهري ان تخفي عن الجميع ما حدث لها وتبقى الامر سرا فمن العار ان يعلم احد بان امرأه فعلت بهم كل هذا والويل كل الويل ان علمت احدى نساء او بنات الدهري بهذا الموضوع وتحدثت به مع اي كان ولكن معظم نساء الدهري وبناتها ... علمن في الموضوع من خلال تصنتهن على اجتماعات رجال الدهري المغلقة .
وفي احدى الليالي توجهت مجموعه منهن الى حيث دفنت جورجيت .. واخذن
ينادين ..بأعلى صوتهن على جورجيت .. ولكن عبثا فلم تظهر جورجيت وقامت احداهن
بإشعال الشموع على قبرها قبل ان يغادرن ....
وما ان تم اشعال الشموع حتى ظهرت
جورجيت قادمه من بعيد ببطء وكانها تتعمدت ان لاتفاجئهن حتى لايخفن منها ... اقتربت
منهن وعانقتهن وجلست معهن وسألت احدى الفتيات قائله : يا جورجيت انت حيه ولا
ميته ...؟
ابتسمت جورجيت وقالت : لا ياحبيبتي انا حيه مو ميته ..
وسألت اخرى : صحيح ياجورجيت اللي يقولوه انك انت اللي تخطفي الرجال
وتقتليهم ..؟؟
صمتت جورجيت ولم تجب على السؤال .. واعادت الفتاة السؤال من جديد ..
تنهدت جورجيت وقالت : انا ماأقتل ولا أخطف ........!!
فقالت اخرى : طيب وين يروحوا وين يختفوا ليش يقولوا عنك انك انت اللي تاخذينهم ...؟؟
لم تجب جورجيت على السؤال .. والحت النساء على جورجيت ان تجيبهم ولكن جورجيت رفضت الإجابه ..!!
فقالت اخرى : سامحيهم ياجورجيت علشانا احنا سامحيهم , ولاتنسي يا جورجيت انهم اخوانا وابوتنا واولادنا ... سامحيهم يا جورجيت علشانا ..
بكت جورجيت وقالت : قلن لي انتن , وانا وشنو ذنبي اعيش في القبور وانا عايشه ..!!؟
وليش حكموا علي مااشوف الشمس شنو ذنبي انا .. شنو ذنب بنتي ,, في حد منكم يقول لي مين ابو بنتي ..!! تكلموا .. ليش ساكتات .. بنتي انا مين ابوها ..!! ؟؟؟ تبون اسامحهم علشانهم ابوتكم واخوتكم وولادكم .. حاضر علشانكم راح اسامحهم .. انا مسامحتهم في كل اللي عملوا في , بس بنتي لما تكبر تقدر تسامحهم ..
صمتت النساء ولم يستطعن الرد على جورجيت وصمتت جورجيت ومرت دقائق من الصمت لا احد ينبس بحرف واحد .... ووقفت جورجيت وقالت : يابنات الدهري كلكن خواتي .. وبناتكن بناتي احبكم واظل احبكم وراح اعلم بنتي تحبكن ..
وانا بقولكن انا مااخطف وما اقتل احد ... رجال الدهري يفتحوا القبور وبخاطرهم يسكنونها بخاطرهم والحال ما بتغير , انا وبنتي بنظل ساكنين القبور ومادام في ذكر من دم الدهري يتجرأ ويفتح قبر بخاطره بيسكنه بخاطره ... وماتلوموني وسامحنوني .. وقولوا لرجالكم مايفتحوا قبور علشان مايسكنوها ........ وادارت جورجيت ظهرها وسارت مبتعده عنهن حتى توارت عن الانظار ومرت اشهر وعائلة الدهري على حالها .. حتى وصل اليهم نبأ بأن هناك عجوز في بيت المقدس ذات قدرات كبيره ارسلوا في طلبها في الخلاص من هذه اللعنه اللتي اصابتهم ....
رفضت العجوز الذهاب اليهم وارسلوا وفدا لمقابلتها وحكوا لها مصيبتهم ومايحدث معهم ..ز
فقالت العجوز : لقد اصابتكم لعنة القبور ان لم توقفوها الان فسيستمر الى ولد الولد !!!
فقالوا وكيف نوقفها ؟؟؟
فقالت : كم قبرا فتحتم ؟؟
فقالوا : عشرين !!
فقالت : وكم شخصا اختفى منكم ؟؟ظ
فقالوا سبعة عشر شخصا !!!!
فقالت : اختاروا من بينكم ثلاثة اشخاص ليذهبوا ويسكنوا داخل القبور لمدة سبعة ايام , فمن استطاع منهم ان يحافظ على عقله خلال الايام السبعه سيخرج ولن تصيبه اللعنه .. وبعدها احذروا ان تفتحوا أي قبرا جديدا لان كل قبر ستفتحوه يجب ان يسكنه احدكم .. وبعد ذلك اضيئوا الشموع في بيوتكم ليل نهار حتى تكبر ابنه جورجيت ... ومن ثم ابحثوا عنها واعرضوا عليها شبابكم فان احبت احدهم واحبها تتزوجه وتخرج من الظلام وتنتهي اللعنه ...
ولاتنسوا ان لم تبحثوا عنها انتم ستبحث هي عنكم ..!! اما بخصوص اقاربكم الذين اختفوا فمن بقي منهم على قيد الحياة ستجدوه هائما على وجهه في البراري ...
وفي المغاره تحت القبور حيث تسكن جورجيت وابنتها التي بلغت الثالثه والعشرين من العمر .. تقدمت جورجيت تحمل بيدها عباءه وخمارا ووضعتهم امام ابنتها وقالت لها :
ياابنتي اليوم جاء دورك وقد بلغت السن الذي يسمح لك بالخروج منه في الظلام والبحث عن النور .. اليوم انت اجمل بنات الدنيا جمالا حرم من النورهذا قدري وقدرك لم نسعى اليه بل سعى الينا ... جمالك هذا لن يراه الا زوجك .. ابو بناتك وملعون من يراه غيره يا ابنتي لن تخرجك من عمته القبور الى النور الا من احبك واحببته وقدرك ان لايكون هذا الا من نسل العائله الملعونه واما ان يخرجك او تدخلينه انت ياابنتي هذا قدرك واتمنى ان لا يكون قدر ابنتك من بعدك ... اتمنى ان تنجحي بالعوده الى النور وتخرجي من عتمة القبور ياابنتي .. ظلمونا ولم نظلمهم وكتب عليك ان تطارديهم مادمت تريدين النور فيجب عليك ان تطارديهم اينما ذهبوا .. لن تستطيعي العوده الى النور الا اذا اخرجك احدهم او ان لا يبقى ذكر من نسلهم يرى النور عندها فقط تستطيعين الخروج من عتمة القبور الى النور ...
ياابنتي قبل سنين عاهدت العجوز "عهد القبور " عهدا حولنا الى لعنه واليوم بعد ان كبرت اصبح العهد بيدك واوصيك ان تحافظي عليه وتصونيه ليحافظ عليك ويصونك , مع العهد لاتخافي لن يظلمك احد ولن يؤذيك احد وملعون من تجرأ وفكر , يا ابنتي العهد يعطيك كل شي الا النور ولهذا لم اسمح لك بالخروج من القبور حتى تعتاديه وانتظرت حتى تكبري لأسلمك العهد وتأخذي فرصتك بالعوده الى حياة النور وان نجحت واستطعت العوده الى النور فا إياك يا ابنتي ان تكشفي ماعرفتيه وشاهدتيه تحت القبور لاي كان فوق القبور .. والآن يا ابنتي اخرجي واكملي طريقي لا تخافي فلن تكوني وحيده كلنا معك حتى تنجحي .. ان سألوك عن اسمك فقولي لهم اسمعي " لعنه " وان نجحت بالخروج الى النور فاستبدليه
الحلقة22
خرجت لعنه ابنة جورجيت للمره الاولى من عتمة القبور للعالم الذي لم تراه او تعرفه منذ طفولتها وفهمت ماقصدته امها بعالم النور ... اخذت تسير فكل شي تراه جديدا لم تعهده ولم تره من قبل .
تجولت لعنه أياما وأياما وكانت مع نهاية كل يوم تعود الى امها جورجيت وتروي لها ماحدث معها ... وبدأت لعنه تتعرف على عائلتها عائلة الدهري من بعيد دون ان تقترب منهم او تحدثهم واستمرت على هذه الحال اكثر من عام
وبدأت لعنه تبحث عن من يخرجها الى النور الى الأبد وعاد كابوس القبور معها ليحل على عائلة الدهري من جديد ومرت سنوات حتى احبت لعنه ابنة جورجيت احد شباب الدهري واحبها هو ووافق على الزواج منها بشروطها وتم الزواج وعاش معها تحت القبور لايخرج ولايرى النور وما مرت عدة اشهر حتى حملت لعنه وفرح زوجها , فإن شاءت الأقدار وانجبت لعنه " بنتا" فبعد مولدها باربعين يوما يستطيعون الخروج من تحت القبور الى الأبد وتنتهي لعنة القبور الى الأبد وان انجبت ذكرا فيجب ان يبقوا تحت القبور , حتى تنجب انثى وخلال هذه الفتره لايسمح لهم برؤية النور وبدأت الأيام تسير ولعنه وزوجها بسعاده بالغه وكلهم امل ان ينجبا بنتا ...
زوج لعنه كان اسمه نعيم الدهري بدأ يعتريه الوسواس ويصيبه الملل برغم وجود كل مايريد ومايحتاج .. ويسأل نفسه ... ماذا لو لم تنجب لعنه انثى وانجبت ذكرا فهذا يعني انه يجب ان يبقى معها لايرى النور حتى تنجب انثى ليخرج ويخرجها .. ولكن ... ماذا سيحدث لو لم تنجب لعنه انثى إلى الأبد فهذا يعني انه سيبقى معها تحت القبور وإلى الأبد ...!!!
الخوف من المستقبل حول حياة نعيم زوج لعنه إلى جحيم ودفعه ليأخذ قرارا بالخروج دون ان يأبه انه بهذه الطريقه سيقضي على الأمل بخروج زوجته إلى النور والحياة الطبيعيه ...
انانية نعيم جعلته لايطيق ان ينتظر عده اسابيع حتى تنجب " لعنه " وخرج وتركها وحيده وحينما علمت لعنه صدمت وحزنت وبكت وعلمت ان قدرها قد كتب لها ان تبقى تحت القبور وتذكرت قول امها جورجيت بأن ابناء الدهري كلهم واحد ولن يتغيروا... مرت اسابيع وانجبت لعنه تؤام " طفلتين " متشابهتين كأنهما القمر وقد قسما قسمين حزنت لعنه اكثر على حظهما فلو انتظر زوجها عده اسابيع لانتهى كل شيء ...
ودار الزمن من جديد وعادت القبور تفتح ورجال الدهري يختفون وكابوس اللعنه يطارد الصغير والكبير وكبرت ابنتا " لعنه " وقد سمتهما الاولى ياسمين والثانيه ورده وحينما اصبحتا في الثالثه والعشرين جلست معها على ان تسلم العهد لكل واحده منهما لمدة ثلاث سنوات تخرج فيها الأولى وان الم تنجح تسلم العهد لأختها ..
وهكذا تم الأتفاق وكانت المره الاولى من نصيب ورده وخرجت وانتهت الثلاث سنوات وعادت وسلمت العهد لاختها التؤام ياسمين ..
مرت ساعات طويله وفارس مازال يستمع من ياسمين ام الجماجم الى القصه التي رفضت امه ان تحكيها له قصة جورجيت ...
لم يستطع فارس ان يخفي تأثره من قصه جورجيت ولم يكن بأستطاعته ان يوقف دمعه تسقط من عينيه بين الفينه والاخرى فهو لم يكن يتوقع ان تكون قصة جورجيت بهذه المأساويه وأن على وجه الأرض اناس بهذه القسوه والبشاعه ولا سيما اذ كان هؤلاء اهله وعائلته ... انهت ياسمين قصتها لفارس وقالت له : انها واختها التوأم ورده لم تخرجا من حيث تسكنان تحت القبور الا بعد بلوغهما سن الثالثه والعشرين وتسلمت اختها ورده العهد وخرجت وبعد ذلك عادت وقامت امها لعنه بتسليم العهد " لياسمين " .. صمتت ياسمين قليلا ونظرت الى فارس لترى اثار الدموع في عينيه وقالت له : شنو يافارس تبكي على حالك وعلى اللي بصير فيك ولا تبكي علينا وعلى قدرنا ..!؟
رد فارس : كل اللي صار معي لا شيء مقارنه مع اللي صار معكم والحين يا ياسمين كيف ممكن اساعدكم ..؟؟
فقالت ياسمين : ساعد نفسكاحنا مو محتاجين احد يساعدنا ..!!
فقال : كيف يا ياسمين كيف .. ؟؟
فقالت : انت عارف كيف يافارس ..!!
فرد : كيف يا ياسمين تفتحي لي قبر وادخل فيه وانا حى ارزق ..؟؟
فقالت : طبعا لاما ابى افتحلك قبر .. عارف ليش ..!؟؟
لأنك فتحت بدل القبر قبور ..!! روح اختار واحد وادخل فيه وان شاء الله تظلك بعقلك .
فرد : انا مو خايف من القبور .. انا احبك وبهمني ننهي اللعنه وتطلعي تعيشي فى النور ..
ردت ياسمين : انت يافارس دهري .. وامي وجدتى علمونا ان الدهري مايحب الا نفسه .
فقال : انا ما لى دخل بعيلة الدهري انا ماتربيت عندهم ومالي ذنب في اللي سووى مع جدتك وامك .. وانا ماعرفت انى من هذى العيله الا منك انت يا ياسمين .... انا ضحيه مثلك وليش نحمل ذنب شيء صار قبل مانيجي على الدنيا ..!!فردت ياسمين : اللعنه يافارس تظل لعنه كلنا ورطنا بلعنة القبور وا مافي حل ...
انا ترجيتك ماتحاول تشوف وجهي وقلت لك ان ماحد يشوف وجه بنات جوجيت الا ويشوف عتمة القبور وانت ماصبرت وماصدقت ..!!
فقال فارس : ياسمين انا ماكنت اعرف ان وراك كل هالقصه والحين لازم نلاقي حل ان كان الحل ان ادخل قبر واسكن قيه لسبع ايام انا جاهز ومايهمني شنو بيصير في .. وان كان الحل ان اتزوجك واسكن معك تحت القبور حتى تنجبى بنت انا جاهز ومن الحين بس هاللعنه تنتهي وتطلعي انت للنور ..!!
ضحكت ياسمين وقالت : هذا الكلام قالوا ابوي لأمي .... واكثر من هذا بعد , بس ماصبر وهرب وحكم علينا ننولد في العتمه ونعيش في عتمة القبور .. مافي حل يافارس "لعنة القور ما في منها هروب " .
رد فارس : مافي شيء مال حل ياياسمين كل شيء اله حل كل شيء اله نهايه .
فردت ياسمين : الا لعنة القبور مالها نهايه ...
فتنهد فارس ورد بأستياء : ما الها نهايه لانه انتن ماتبين تنتهي ..
قالت ياسمين : هذا اللي كتبه علينا عيلة الدهري ..
طيب يا ياسمين عليلة الدهري السبب . عيلة الدهري عذبت جدتك جورجيت ودفنتها حيه وبسببها عشت انت امك واختك تحت القبور بس .. مية سنه مروا .....!! مية سنه وانتوا تقتلوا رجال الدهري اللي له ذنب والي ما اله ذنب .. كل هذا الأنتقام مايكفي ....... !!!!!
غمضت ياسمين وقالت : احنا ماقتلنا وما اذينا حد .. رجال الدهري فتحوا القبور وسكنوها بخاطرهم وما حدا اجبرهم .. !!!
رد فارس : يا ياسمين في احد يحفر قبره بيده وبيفن نفسه فيه وبخاطره .. في مجنون في الدنيا ب
يسوى جى ...؟؟!
رفعت ياسمين حاجبيها ورمقت فارس بنظره غريبه مليئه بالغموض والثقه وقالت : آه يافارس في ناس كثير وخاصه اذا كانوا من ذكور الدهري يفتحوا القبور ويسكنوها بخاطرهم وبدون ما حد يجبرهم ..
ما انت يافارس بعد فتحت قبور وما حدا جبرك وبتسكن القبر بخاطرك مثلك مثل كل رجال الدهري .
فقال : صحيح كلامك بس انت اللي دفعتيني انى افتحهم .... وانت اللي سحرتيني ..........
فردت : شنو يافارس ارجعنا للكلام الفاضي .. سحرتيني وسحرتك اذا صرت تأمن بالسحر وبالكلام الفاضي على اخر ايامك ..!!
فقال بصراحه : في اشياء احسن للأنسان مايفهمها واذا انا ابى افهم قصة جدتك جوجيت وامك واختك واهلي وكيف يفتحوا القبور وكيف يسكنوها وشنو هالقوه الغريبه اللي عندكن ما اعرف ..!؟؟ اصدق ولا مااصدق بكفيني اللي شفته واللي عرفته .. وماابى افهم الا كيف هالقصه ب تنتهي .. ماابى افهم ولا شيء ثاني ..؟؟
فقالت ياسمين :انا ماعندي مشكله اذا تبى تفهم أي شيء انا جاهزه افهمك .. انا اصلا مافي شيء وراي غيرك ..!!
فقال فارس : شغله وحده اللي ابى افهمها وبس .. اللي كانوا يدخلوا القبور من رجال الدهري كانوا موتوا ولا شنو اللي كان يصير فيهم ..؟؟!!
فقالت ياسمين ساخره : الحين قلت انك ماتبى تفهم اشي .. شنو غيرت رأيك..؟ على العموم اللي كان يطلع منهم بعقله كان بتعلم ان عمره ما يأذي احدا وعمره مايتباهى انه من عيلة الدهري واغلبية رجال الدهري كانوا يطلعوا مجانين لانهم اصلهم مجانين !!
فقال فارس مازحا :طيب هو ماظل حدا من عيلة الدهري غيري ..!!
فقالت : لأ ظل كم واحد بس انا تاركتهم لأختي ورده تتسلى فيهم ..!!!
اقترب فارس من ياسمين وامسك بيدها دون ممانعه من طرفها وقال لها : احبك .. احبك وماابى الا هالكابوس ينتهي .. رفعت ياسمين رأسها وقالت بلهجه حزينه : لو هالموضوع بأيدي كنت تركتك بحلك وماابى كل هالعنه ..
فقال فارس : طيب شنو راح تسووى الحين ...؟!
بكت ياسمين وقالت : مو عارفه ؟؟؟!!
انا تعبت وانا لازم ارجع لأمي واختي واسلم العهد لأختي من جديد يمكن هي عرفت تسوى شي ..!
وسحبت ياسمين يدها من يد فارس وتركته وسارت بين الاشجار .. لحق بها فارس وحاول ان يستوقفها .. فنظرت اليه وسارت من جديد .. لم يستطيع اللحاق بها وكأن هناك قوة ما تمنعه من فعل ذلك ...
جلس على صخره واخذ يفكر ويفكر ومن ثم قاد سيارته وعاد الى منزله في المدينه .
اما ياسمين التي لم تستطع ان تخفي حبها لفارس فقد سارت عبر طرقها السريه الغامضه حتى وصلت الى احدى المقابر وجلست على حافة احدى القبور القديمه شاردة الذهن تبكي لا تأبه بشيء ومن ثم مسحت دموعها واستعدت وكأنها تتهيأ لمقابلة احد... اردت ان لا يشعر بأنها تبكي .. ازاحت حجرا من طرف القبر ليفتح من خلاله باب صغير يكشف عن درج قديم نزلت منه الى سرداب طويل يضيئه نور خافت منبعث من فتحات صغيره تظهر بالكاد من جوانب ...
السرداب تزينه رسومات وحروف قديمه .. اخذت تسير بخطى حزينه بطيئه .. حتى وصلت الى نهاية السرداب المغلق بجدار حجري ..
وضعت يدها على طرف الجدار فتزحزح وافضى الى سرداب آخر دخلته فأغلق الجدار من جديد وسارت ياسمين من سرداب الى آخر حتى وصلت الى قاعه واسعه كبيره مفروشه بأجمل الأثاث ...
وفي القاعه جلست هناك امرأه غايه في الجمال والوقار تبلغ من العمر نحو 60 عاما لايبدوا عليها انها من ذلك الجيل بل يبدو على ملامحها انها ابنة ثلاثين عاما او حتى اقل وبجانبها جلست فتاة سبحان الذي خلقها وانعكست عليها صورة ياسمين ولولا اختلاف مايرتديان لأ ستحال التمييز بينهما .. وقفت ياسمين تنظر اليهما وهما ينظران اليها ..
ولم تتمالك ياسمين نفسها فأسرعت والقت بجسدها في حضن المرأه .. واخذت تبكي بحرقه وألم .. احتضنتها المرأه بقوه واخذت تمسح بكفها على شعرها وحشدها ورفت ياسمين رأسها قليلا وقالت وهي تشهق من شدة البكاء " ماما انا تعبت " واعادت رأسٍها من جديد الى حضنها وثلاثتهن صامتات لايتكلمن ...
وانهمرت الدموع من عيني الفتاة التي كانت تراقب المشهد بهدوء وصمت وكانت تعلمان سبب بكاء ياسمين ..
مرت دقائق ودقائق .. لترفع المرأه رأس ياسمين من حضنها وامسكت برأسها بحنان وازالت خصلات من الشعر المبتله , ومسحت الدموع المنهمره عن خدي ياسمين وامطرتها بقبلات حاره .. وقالت لها : ماذا بك ياماما شنو في ..؟
ردت ياسمين : انا تعبت يا ماما .. ...
نظرت اليها امها بأشفاق وحزن وقالت امها بإشفاق وحزن وقالت : اعرف يا ماما , اعرف .. بس شنو نسوى قدر وانكتب علينا ..
رفعت ياسمين رأسها وصرخت بأعلى صوتها وقالت : قدر شنو يا أمي اللي ما مخلينا نشوف النور ..؟؟ قدر شنو يا أمي اللي حكم علينا نعيش تحت القبور..!!
تأففت ام ياسمين وامتعضت وقالت بلهجة حاده: شنو ناقصك يا يا سمين !!؟ في شي طلبتيه انت واختك ورده وما اخذتوه .. في شيء اتمنتوه وما حصلتوا عليه .. شو ناقصك انت واختك احلى واذكى واقوى بنات الدنيا شو ناقصكم ..؟؟
تابع الحلقة الثالثة والعشرون
الحلقة الثالثة والعشرون
ضحكت ياسمين وهي تطلق ضحكه مقهوره وقالت : شنو ناقصنا يا أمي ...!؟ ناقصنا نعيش تحت الشمس .. ناقصنا نعيش مثل كل الناس ..
وجمال اشنو اللي محرم على حدا يشوفه .. جمال محرم عليه يحب ويتزوج الا من عدوه .. جمالنا مدفون بين القبور يا أمي ونظل نطارد اولاد الدهري ...
اقتربت الفتاة الأخرى من ياسمين واحتضنتها ليشكلان معا اجمل لوحه حزينه .. واخذت تهدأها بحنان ..
نظرت اليها ياسمين وقالت : تعبت ياورده ..
ردت عليها : معلي يا اختي اقتربت الأم واحتضنت ابنتيها ورده وياسمين واجلستهما الى جوارها وقالت : يابناتي انتوا بالنسبه الى نور هالدنيا وشمسها .. وانتوا الامل اللي يطلعنا للنور .. انا لما كنت بسنكن بكيت كثير وكانت جدتكم جورجيت تقول لي ان البكاء مو عيب .. ابكي مثل ماتبين بس لاتبكي قدام عدوك ..
واحنا انكتب علينا نبكي بالعتمه ومانبكي بالنور ..
وبكلمات ناعمه وبريئه قالت ياسمين : طيب ليش مانغير الوضع اللي احنا فيه يا أمي ..!؟؟
ردت عليها وقالت : مانقدر احنا جزء من لعنة القبور وبنحمل عهد جورجيت ولازم نحافظ عليه ..
قالت ورده : وهاللعنه هي ما لها نهايه ...؟؟؟
فردت الأم : لعنه لها بدايه وما لها نهايه .. ولعنة جورجيت على كل اولاد الدهري ومادام في ذكر منهم يعيش تحت النور احنا ما راح نشوف النور ..
فقالت ياسمين : بس يا أمي ماظل حدا اليوم يحمل اسم الدهري ...!!!!
فردت الأم : لا يا ابنتي ظل كثير واولاد الدهري تارسين البلد .... وما مهم اسم العيله اللي حاملينها المهم انهم من دم الدهري ومن نسله ..
فقالت ياسمين : بس يا أمي معظمهم مايعرفوا انهم من عيلة الدهري وما الهم دخل في اللي صار ..!
الأم : هاي لعنة الدهري ومو احنا اللي صنعناها .. تلاحق ولد الولد ..
فارادت ورده ان تتكلم ولكن الأم قاطعتها قائله لكلتا بنتيها : شنو يا بنات انتن بنات جورجيت ولا بنات الدهري ولا نسيتن انكن حاملات العهد ..!!
قالت ياسمين : احنا مانسينا يا أمي بس الزمن تغير وولاد الدهري اللي دفنوا جورجيت ماتوا واسم الدهري انمسح من الوجود ... وحتى جدتك جورجيت اللي احنا عمرنا ماشفناها لو كانت حيه كانت سامحت ..
صرخت الأم بغضب وقالت : اخرسي جورجيت ما ماتت وعمرها ماتموت وحتى ولو هي سامحت احنا ما لازم نسامح ...!!
فقالت ورده : يا أمي لا تزعلي بس احنا نعرف ان جورجيت ماتت من زمان ..
غضبت الأم وقالت : يا بنات قلت لكم جورجيت ما ماتت افهمن ما ماتت وعمرها ما تموت .. !!
فقالت ياسمين : كيف يا أمي كيف ؟؟
بكت الأم وقالت : الملعونه عمرها ماتموت وعمرها ما ترتاح وانا والله ما اخلي احدا من نسل الدهري يرتاح !!
خيم جو من الحزن والبكاء وانعكست الأمور واخذت ياسمين واختها ورده في تهدئة امهما لعنه ابنة جورجيت وعيون الواحده تقول للأخرى من ولد في الظلام كتب عليه ان يبقى في لعنة ويموت بها ..
وقفت ورده وقالت : خلاص يا أمي لاتبكي ما في شيء يستحق دموعك احنا بنظل انطارد اولاد الدهري وبنجننهم وين ما كانوا ان شاء الله في اخر الدنيا وغمزت بعينها لأختها ياسمين " مو يا ياسمين " اومأت ياسمين برأسها علامة التأكيد وعيونها تقول : الى متى ..؟؟
لم يخفى على الأم عدم رضا ياسمين فقالت موجهه كلامها لورده : باين على اختك تغيرت اكثير من يوم ماعرفت فارس ابن الدهري وقدر ينسيها انها بنت جورجيت وانا خايفه ينسيها العهد اللي حاملته يا ورده ... الحب المجنون دخل قلب اختك وسيطر عليه ..
ياسمين بقية صامته ولم تعلق على أي كلمه مما قالته امها ووجهت الأم كلامها لياسمين : اسمعي يا ياسمين اولاد الدهري شنو ماكانوا بظلوا ولاد الدهري .. والدهري عدونا وبيظل عدونا وانت مسموح لك تختاري واحد من بينهم علشان تتزوجي ويكون ابو بناتك ويعيش معك تحت القبور وان كان يحبك بيطلعك ويطلع للنور .. بس ولاد الدهري كلهم واحد ومابيكون احسن من ابوك اللي تركنا وهرب .. ماصبر حتى يشوفكم ..!!
مر وقت وياسمين صامته تطرق برأسها الى الارض لا تنبس بكلمه , هادئه شاردة الذهن لاترد ولا تبد أي رد فعل لكلام امها " لعنه " التي حاولت ان تجرها للحديث بكل طرق حتى انها شتمتها ...!!!
ويبدوا ان ياسمين قررت اخيرا ان تخرج من صمتها فقالت لأمها : انا يا أمي بسنه وحده من يوم سمحتي لي اطلع واشوف النور جبت اربعه من اولاد الدهري وخليتهم بفتحوا قبور ويدخلوها .. انا يا أمي عمر ما حدا شاف وجهي وعقله ظل معاه !! فارس كان خامسهم وانا ما تعرفت على فارس عشان احبه .. انا في الدنيا كلها تلعمت احبك واحب اختي واحب جدتى جورجيت اللي ماشفتها بعمري ...
وانت يا أمي طلبت مني اتعرف على فارس وقلتي ان الدور جى عليه , اتعرفت عليه وخليته يفتح بدال القبر ثلاثه بس يا أمي القدر اللي قلتو عنه ماخلاه يتجنن والقدر اللي خلاني احبه .. انا انسانه بحبه وما بأيدي اني بحبه وياريت يأمي هاللعنه تبعد عن فارس ..
استاءت الأم من كلام ابنتها ياسمين وردت عليها بأمتعاض : بتحبيه يا ياسمين طيب تزوجيه وجيبيه يسكن معك حتى تنجبى بنتك الأولى واطلعي انتي وياه للنور ..
هذا شرط يا ياسمين وهذا الاتفاق يا أمي
ردت ياسمين : ماابى اتزوجه يا أمي وماابى يسكن هالقبور ابى نتركه ..!!
ردت الأم : يابنتي مو انت تخططي اللعنه وتحددي مين تصيب ومين ماتصيب .. حبيب قلبك فتح قبر ولازم يدخله وانت ماجبرتيه يفتحوا واللي يفتح قبر من بره لازم يسكروا من داخل ..!!!!!
ياسمين : هذا الكلام نقوله بس احنا نعرف انه لو ما بندفعهم ليفتحوا القبر مابفتحوه وما بتصيبهم اللعنه ..
احتدت الأم وغضبت واخذت تصرخ بياسمين فتدخلت ورده لتهدئة الجو وقالت لياسمين ..: يا اختي ان كان فارس يحبك مثل ما تحبيه .. ممكن تتزوجيه ويسكن معك وممكن يصبر ونطلع كلنا للنور ..
ابتسمت ياسمين ونظرت لأختها بحزن وقالت : يا ورده الناس بره تخاف من عتمة القبور افهمي انه الناس بره مو مثلنا ولا طباعهم من طباعنا انت تعرفتي عليهم قبلي وعشتي معاهم اكثر من ثلاث سنوات كنت معاهم قبل مايجي دوري واطلع انا .. وما فهمتي انه الدنيا تختلف عن هنا يا ورده ...؟ في حد وصل عندنا وظل بعقله يا حيببتي فارس كان يتجنن والحين ماشاف شيء وتبين اجيبه ...!!
رغم الجو المشحون الا ان ورده لم تمنع نفسها من الضحك وكذلك فعلت ياسمين وهن يعلمن ماسيحدث لو وصل فارس الى حيث هن ...!!
دموع وكآبه وحزن وابتسامات ... امتزج الجو بمزيج من المشاعر المتناقضه .. وترسمت عينا ورده بالاتجاه الآخر من الغرفه ولكزت بيدها اختها ياسمين لتلتفت بنظرها الى ماتراه " امها لعنه " وظهرت من بعيد عجوز ترتدي الأبيض تسير نحوهم بخطى واثقه ..
ظهر القلق والأرتباك بعيون ورده وياسمين وعلى عكسهن ارتسمت الأبتسامه على شفتي امهن " لعنه " اقتربت العجوز لتسرع اليها لعنه وتنحني وتقبل يدها وكذلك فعلت ياسمين وورده .. نظرت اليهن العجوز بحنان : شنو القصه يا بنا ت .؟؟؟ شو اللي صير .......؟؟
اسرعت الام واجابت: شايفة يا خاله ،شايفة البنات كيف تغيروا ؟..شايفة كيف متفقين عليّ؟! ...
ربتت العجوز على كتف لعنة...وقالت: يا بنتي البنات صغار وبكره بيكبروا
اطرقت ياسمين وكذلك وردة برأسيهما بالارض خجلا وطلبت العجوز البيضاء ان يجلسوا الى جانبها ويحدثوها عما يحصل...ووجهت كلامها لياسمين بالذات وقالت لها:"شنو اللي عملتيه يا ياسمين ؟ ردت
عليها ياسمين برهبة دون ان ترفع عينيها: انا ما عملت شيء يا خالتي انا طول ما انا بره حافظت على العهد وصنته ...بس يا خاله غصبن عني ...حبيته يا خالتي حبيته.. واخذت ياسمين تبكي فربتت العجوز على رأسها وتنهدت وقالت: "يا بنات انا بحبكم وما ابى احد يأذيكم وما ابى يصير فيكم مثل ما صار لجورجيت" ..العهد اللي انتقل من جدتك لأمك لاختك ما يمنعك انك تحبي بس ما يسمحلك تعملي اللي تبين..
فقالت ياسمين: والحل يا خاله شنو اعمل ...؟!!!
ردت العجوز: شنو يا ياسمين انت تبين تتركينا...؟
فقالت: لا يا خاله انتو اهلي ومالي غيركم ما ممكن افكر اتركم بس يكفي يا خاله.
ردت العجوز:...احنا يا بنتي ما بنئذي حدا احنا بنذي اللي بئذينا بس.
"جدتك جورجيت قبل (..1) سنة عاهدتنا وحافظت على العهد والعهد ما حولها للعنة عيلة الدهري هي اللي عملتها لعنة "والعهد" ساعدها وحماها ...جدتك جورجيت كان مطلبها ان كل ذكر من نسل الدهري ودمه وين مكان وفي أي بلد كان ان كان صغير لما يكبر انه تعرفوه على قذارة اصله وتخلوه يشوف عتمة القبر ويعيشها علشأن ما حد يحمل اسم الدهري من جديد وما تتكرر مأساة جورجيت من جديد وهي انذرت انه ما بنت من بناتها تعيش بالنور ما دام على وجه الارض ذكر من نسل الدهري ما شاف عتمة القبور وتركنا لكن "العهد" علشان ينتقل لبناتكن وبنات بناتكن..و"تركت الطريق مفتوحة ان ييجي يوم يتزوجها واحد من "ولاد الدهري" يضحي علشأن بنت من بنات جورجيت يتزوجهاا ويسكن معها تحت القبور وما بشوف النور لحد ما تنجب بنت يسموها جورجيت ومع مولدها يدخل النور لعتمة القبور وانت يا ياسمين ان كان فارس يحبك وانت بتحبيه خليه يسكن قبر لمدة سبعة ايام لوحده لان شاف وجهك وهذا عقابه وبعدها انزليه الى هنا وتزوجيه وخليه معك لحد ما تخلق بنت على وجهها تشوفو النور .
فقالت ياسمين: يا خالة فارس راح يتجنن قبل ما يخلص السبعة ايام ولو قدر يصمد ونزل عندي وتزوجنى ممكن ننجب ولاد وما ننجب بنات وممكن هالشغلة تاخذ سنين.
فقالت العجوز: شنو يا ياسمين خايفة يهرب ويتركك مثل ما سوى ابوك مع امك اذا كان راح يسويها اذن ما هو ابن الدهري اللي من خلاله تشوفو النور.
فقالت ياسمين: "لا ياخاله... فارس بحبني ومستعد يضحي علشأني ،صدقيني يا خالة فارس مو مثلهم بس انا خايفة عليه وعارفه انه راح يتجنن.
غضبت لعنة ام ياسمين من كلام ابنتها ووبختها ..فاطرقت ياسمين برأسها للارض واخذت تبكي واضافت تقول: لم اكن اتوقع ان انجب فتاة في يوم من الايام تكون بمثل هذا الضعف، يبدو ان ابنتي التي حملتها العهد لا تدرك ان حبيب قلبها فارس هذا ليس واحدا من افراد عائلة الدهري او من اقارب سالم الدهري وانما هو ابن ابن سالم الدهري والذي اطلق عليه اسم فارس هو جده سالم قبل ان تهرب به امه والدم الذي يجري في عروق فارس هو من دم سالم الدهري القذر ...ايتها الغبية الم تلاحظي الشبه الذي يحمله من جده سالم...هيا اذهبي وتزوجيه لعلك تنجبي منه ولدا ليسميه على اسم جده سالم الدهري احياء لذكراه الطيبة.
بكت ياسمين اكثر واحتضنتها العجوز ولامت "لعنة" على الطريقة التي تحدثت بها مع ياسمين وقالت العجوز لياسمين: ..امك تقصد تقول لك ان فارس وضعه يختلف عن بقية ولاد الدهري ،فارس يحمل اسم عيلة الدهري وبحمل اسم جده سالم.
فقالت ياسمين: خلاص يا خاله انا ما ابى اتزوجه وماابى اشوفه...بس يا خاله يا ريت نتركه بحاله. ضحكت العجوز وقالت:.. فارس شافك وشاف جمالك ولو تركتيه انت بيظل يدور عليك ولو يفتح كل قبور الدنيا وبعدك صغيرة وما تعرفي اللي بشوفك شو بصير فيه...ضحكت وردة مما قالته العجوز واستفزت ياسمين من ضحكة اختها وردة ...ضحكت وردة لانها تذكرت تجاربها مع اولاد الدهري بالاشهر التي خرجت بها من القبور قبل اختها ياسمين وماذا حدث لهم ؟..ياسمين استفزت لانها تخيلت ما الذي قد يحدث لفارس وهي ايضا تعلم ماذا حصل للآخرين.
العجوز ربتت على كتف ياسمين وقالت لها: سأعطيك الحل لهذه المشكلة ولكن قبل ان افعل ذلك اسمعي ما ساقوله لك جيدا وافهميه ان عتمة القبور لهي ارحم من عتمة نفوس هؤلاء الذين يعيشون في النور.
قالت العجوز هذه الحكمة لياسمين واخذت تشرح لها عن الطريقة التي تستطيع بها ان تتزوج من فارس وان تسكن معه في أي مكان تريد بعيدا عن القبور لتنتهي اللعنة ...فرحت ياسمين كثيرا فقد وجدت ان الطريقة التي دلتها عليها العجوز سهلة جدا ولا توجد فيها تعقيدات كثيرة،المهم انها بعيدة عن السكن في القبور. وكانت ياسمين على ثقة من ان فارس سيوافق فورا على هذه الطريقة فهي في نظرها سهلة جدا ولكن العجوز طلبت من ياسمين ان تتمهل ولا تتسرع فربما نجد ان عتمة القبور والسكن بها لهي افضل من السكن بين الناس في النور ونصحتها ان تذهب الى فارس وتحكي له عن الطريقة وبعدها تعود وتتخذ قرارها الذي ستترتب عليه امور كثيرة ، اما "لعنة"ام ياسمين ووردة فلم تكونا راضيتين فهما لا تتصوران ان زوج ابنتها وشقيقتها سيكون ابن ابنه لسالم الدهري الذي هو السبب الرئيس لما حدث لجورجيت... وردة اخت ياسمين كانت خائفة قليلا من اندفاع اختها بحبها لفارس وما قد تعانيه لو ان فارس كان لا يحبها كما تتصور ياسمين ....
بدأ فارس رحلة البحث عن حل يخرجه من هذه الورطة التي علق بها دون أي ذنب وهمه الاكبر ان يحتفظ بحبيبته "ام الجماجم"ياسمين مهما كلفه هذا من ثمن، ولكن من يستطيع ان يساعد فارس ؟...بحث فارس كثيرا وكان امله يخيب كلما اعتقد ان هناك من يفهم بشيء اسمه "اللعنة" وكان كالغريق الذي يتعلق بقشة ثم توجه ولكن بدون قناعة منه باتجاه احد الفتاحين في المدينةالمجاوره وهو على يقين من انه لن يساعده بشيء وهذا ما حدث فعلا فقد كان "الفتاح" المشعوذ اغبى من ان يفهم بهذه الامور المعقدة ...ولكن فارس كان على استعداد لان يجرب أي شخص بالرغم من قناعته بسخافة هذه الامور وتوجه الى احد "السمره" وهوكاهن سامري في احدى المدن واوقف السيارة بعيدا عن بيت السامري وسار على قدميه خشية ان يرى السيارة احد ممن يعرفه بالصدفة ...دخل فارس بيت الكاهن وانتظر في الردهة قليلا ومن ثم دخل الغرفة المخصصة لهذا "الكاهن المشعوذ" تفحصه الكاهن بعينيه وقال له ..:
"اهلا وسهلا بك يا بني" ورد عليه فارس : اهلا وسهلا فيك " وبدأ الكاهن بالقاء محاضرته التي يكررها عشرات المرات في اليوم لعله بهذه الطريقة يستطيع ان يحدد علة الزبون والسبب الذي جاء من اجله والمتضمنة عبارات "الشفاء من الله" "ولكل داء دواء" ..و"ولاد الحرام كلهم" ...و..و....الخ...
اما فارس فقد التزم الصمت وهو يعلم انه امام "دجال مشعوذ" ولكن لعل وعسى.
اكمل الكاهن محاضرته وهو يترقب رد فعل فارس على ما يقول وقال له: "خير يا ابني بعون الله اقدر اساعدك"
فقال له فارس : جئت اسألك عن "اللعنة!!" ...
فرد الكاهن: "لعنة الله على الشيطان!!! قول شو اسمك واسم امك "...فاخبره فارس بالاسماء واخذ الكاهن يكتب ويحسب وينظر في كتاب امامه وسأل فارس: "شنو بتشعر بالضبط؟؟"
فرد فارس :الموضوع ليس بما اشعر او بما لا اشعر، الموضوع اني جئت اسألك عن لعنة القبور وخاصة اني سمعت ان اليهود هم اكثر الناس خبرة بهذه الامور ...ارتبك الكاهن قليلا واحتار فهو لم يفهم ماذا يقصد فارس وماذا يريد ولم يكن الكاهن يريد ان يبدو كالجاهل فقال له ..."نعم نحن نعرف بكل شيء ...وبعونه راح تلاقي الحل عندنا والان احكي لي بالتفصبل ما هي المشكلة ...شعر فارس بأن الكاهن يراوغه وانه لا يفهم شيئا ...فقال له فارس بحزم لقد جئت ولا اريد ان اضيع وقتك وانا على استعداد لان ادفع لك... كل ما اريده هو معلومات عن لعنة القبور ..ما هي وكيف يتم الخلاص منها؟...ويبدو ان كلمة "الدفع" قد شجعت الكاهن الذي لا يعرف عما يتحدث فارس على أن يبدأ بالبحث في الكتب القديمة التي ورثها عن اجداده لعله يجد ما يقدمه لفارس من معلومات ليحصل بدلا منها على بعض النقود ...بدأ الكاهن بالبحث بين كتبه واستمر في البحث لاكثر من نصف ساعة حتى عاد الى فارس مبتسما وكأنه قد وجد ضالته في احد الكتب القديمة ...جلس وفتح الكتاب بعد ان نفض عنه طبقة من الغبار واخذ يقرأ ويترجم لفارس وقال : حسب ما ورد في كتبنا القديمة فان لعنة القبور يعود تاريخها الى الاف السنين وقد حدثت في المرة الاولى مع "بنات رفقة" حينما قرر الراب ان يدفنهن في بئر الزعق" في "اورشليم" وبعد عام تأكد ان الراب قد دفنهن ظلما ..وقد قام الراب بدفن نفسه حيا تكفيرا عن جرمه...ومنذ ذلك الوقت وفي كل عام يسمع الناس صراخا منبعثا من البئر بشكل مستمر ويعرف الناس ان بينهم ظالم ويقومون بتقديم القرابين بجانب البئر وانصاف المظلوم وابعاد الظالم حتى انه في ذلك الوقت لم يعد هناك احد يجرؤ على ظلم احد خوفا من "زعقات البئر" وقد سميت هذه اللعنة "بلعنة بنات رفقة"ولكن هذه اللعنة لا تصيب الا اليهود.
ارتسمت على شفتي فارس ابتسامة ساخرة فكل ما حكاه له هذا الكاهن السامري هي قصة من القصص القديمة المتعلقة بالتوراة والتي لا دخل لها بما يحدث مع فارس ...نظر الكاهن الى فارس وهو ينتظر منه ان يدفع له النقود مقابل قصته وفي هذه اللحظات ودون سابق انذار دخلت المقنعة السوداء "ام الجماجم" وجلست الى جانب فارس وتأبطت ذراعه ...فوجيء فارس برغم انه قد اعتاد على مفاجآت ياسمين الكثيرة...وتسمرت عينا الكاهن باتجاهها وهو لا يعرف ماذا يحدث وازداد ذهوله حينما لمح مفاجأة فارس من رؤية ياسمين التي تعشق ارباك من حولها بتصرفاتها ...اخذت ياسمين تميل على فارس بغنج ودلال ..وفارس يبتسم فهو يدرك ما ترمي اليه من حركاتها هذه وحاول ان يخرج من جو الارتباك رغم ان ملامح وجه الكاهن وعينيه المتسمرتين تجاه ياسمين تثير الضحك ..ياسمين لم تكن لتكتفي بما احدثته من ارباك وهذه بالنسبة لها فرصة لتتسلى قليلا ..فقالت بغنج موجهة كلامها للكاهن السامري ... كيف حالك يا كبيرنا.؟؟
تابع الحلقة الرابعة والعشرون
الحلقة الرابعة والعشرون
فرد الكاهن مرتبكا: اهلا.... اهلا يا بنتي...!!
فقالت: ان شاء الله حليت مشكلة فارس يا كبيرنا..؟
نظر الكاهن الى فارس والى ام الجماجم المقنعة وحاول ان يمحو مظاهر الارباك عن وجهه فابتسم وقال: "اهلا وسهلا ما عرفتينا بنفسش؟" ...
قاطعته ياسمين قائلة : ولو يا كبيرنا انت تعرف كل شيء واكيد انت عارف اني مرته وحبيبته بس هو ما بحب يدخلني معاه عندك علشان يستحي يحكي معك عن مشكلته وانا موجودة. ونظرت ياسمين الى فارس ومالت برأسها المقنع بالخمار على كتف فارس وقالت : يا الله قول يا فارس لا تستحي هو يقدر يساعدك يالله حبيبي قول".
ابتسم فارس فهو لا يدري ما الذي تسعى اليه ياسمين ...اما الكاهن فوضع يده على خده ووجد نفسه مثل الاطرش في الزفة.
اما ياسمين فقد زادت من حدة الدلع وقالت مصطنعة الحياء والخجل : "يالله يا حبيبي فارس قول له طيب انا بقول له عنك بس لا تطلع علّي علشان ما اخجل ..شوف يا كبيرنا المشكلة انت عارفها ولازم تكون فهمتها وانت يا كبيرنا ابو المفهومية .. الحين شنو بتقدر تعطيه ..دوا او أي شيء علشان يعني ما انت فاهم شنو اقصد؟."
رد الكاهن مستفزا وقد شعر ان ياسمين تسخر منه خاصة وان فارس كان يخفي ضحكته من كلام ياسمين : "لأ انا مو فاهم .. يا تتكلموا بوضوح يا اذا سمحتو انا ماعندي وقت" ..حاول فارس ان يتدخل حتى يلطف الاجواء ولكن ياسمين كانت اسرع منه فقالت: "يا كبيرنا والله بستحي اتكلم ...بس احنا متزوجين من زمان وما عندنا اولاد."
احمر وجه فارس ..وابتسم الكاهن وقال: "يعني ما تنجبوا يا فارس ؟"...ردت ياسمين بسرعة حتى لا تعطي فارس فرصة الرد وقالت:
"المشكلة مو بس كذا يا كبيرنا المشكلة اكبر من ما انت فاهم ، هو من مرة من مرة من يوم تزوجنا ولا شيء، كيف افهمك اكثر ما انت فاهم ؟...نظر الكاهن الى فارس واخذ يبتسم وقال له:" كان تكلمت من اول يا ابني ما فيها عيب انا من اول كنت عارف مشكلتك بس كنت انطرك تتكلم لوحدك ..والك ساعة تلف وتدور ...لعنة وقبور وكلام فاضي، على العموم انا بجهزلك دوا وبتمر علّي بعد اسبوع بكون جاهز...بس انت تعرف "دوا" يكلف كثير.
فقالت ياسمين: يكلف