اعذروني الحلقة الرابعة و العشرون ما كانت مكتملة الحين حطيتها و تكملتها
و اني نسيت انهم 33 حلقة مو بس ثلاثين فبكرةإن شاء الله بحط آخر 4 حلقات
و شكرا
الحلقة الرابعة والعشرون
فرد الكاهن مرتبكا: اهلا.... اهلا يا بنتي...!!
فقالت: ان شاء الله حليت مشكلة فارس يا كبيرنا..؟
نظر الكاهن الى فارس والى ام الجماجم المقنعة وحاول ان يمحو مظاهر الارباك عن وجهه فابتسم وقال: "اهلا وسهلا ما عرفتينا بنفسش؟" ...
قاطعته ياسمين قائلة : ولو يا كبيرنا انت تعرف كل شيء واكيد انت عارف اني مرته وحبيبته بس هو ما بحب يدخلني معاه عندك علشان يستحي يحكي معك عن مشكلته وانا موجودة. ونظرت ياسمين الى فارس ومالت برأسها المقنع بالخمار على كتف فارس وقالت : يا الله قول يا فارس لا تستحي هو يقدر يساعدك يالله حبيبي قول".
ابتسم فارس فهو لا يدري ما الذي تسعى اليه ياسمين ...اما الكاهن فوضع يده على خده ووجد نفسه مثل الاطرش في الزفة.
اما ياسمين فقد زادت من حدة الدلع وقالت مصطنعة الحياء والخجل : "يالله يا حبيبي فارس قول له طيب انا بقول له عنك بس لا تطلع علّي علشان ما اخجل ..شوف يا كبيرنا المشكلة انت عارفها ولازم تكون فهمتها وانت يا كبيرنا ابو المفهومية .. الحين شنو بتقدر تعطيه ..دوا او أي شيء علشان يعني ما انت فاهم شنو اقصد؟."
رد الكاهن مستفزا وقد شعر ان ياسمين تسخر منه خاصة وان فارس كان يخفي ضحكته من كلام ياسمين : "لأ انا مو فاهم .. يا تتكلموا بوضوح يا اذا سمحتو انا ماعندي وقت" ..حاول فارس ان يتدخل حتى يلطف الاجواء ولكن ياسمين كانت اسرع منه فقالت: "يا كبيرنا والله بستحي اتكلم ...بس احنا متزوجين من زمان وما عندنا اولاد."
احمر وجه فارس ..وابتسم الكاهن وقال: "يعني ما تنجبوا يا فارس ؟"...ردت ياسمين بسرعة حتى لا تعطي فارس فرصة الرد وقالت:
"المشكلة مو بس كذا يا كبيرنا المشكلة اكبر من ما انت فاهم ، هو من مرة من مرة من يوم تزوجنا ولا شيء، كيف افهمك اكثر ما انت فاهم ؟...نظر الكاهن الى فارس واخذ يبتسم وقال له:" كان تكلمت من اول يا ابني ما فيها عيب انا من اول كنت عارف مشكلتك بس كنت انطرك تتكلم لوحدك ..والك ساعة تلف وتدور ...لعنة وقبور وكلام فاضي، على العموم انا بجهزلك دوا وبتمر علّي بعد اسبوع بكون جاهز...بس انت تعرف "دوا" يكلف كثير.
فقالت ياسمين: يكلف ما يكلف يا كبيرنا المهم فارس يطيب ويرجع ...ما انت فاهم شنو قصدي.
رد الكاهن:فاهم ..فاهم بس لازم تدفعولي أ"100 دينار" فلكزت ياسمين فارس بكتفه وقالت له :"يالله يا فارس ادفعله ميت دينار هذا والله لازم يطلب الف دينار مو مية" ...فاستغل الكاهن الفرصة وقال:"لأ .. هذا مبلغ تحت الحساب ولما يجي ياخذ الدوا نتفاهم واخذت ياسمين تحث فارس وتستعجله ليدفع للكاهن بسرعة ولم يكن امام فارس الا ان يدفع للكاهن ما يعادل المئة دينار وهو لا يدري لماذا يدفع ومن اجل ماذا ؟!
خرجت ياسمين وهي تتأبط ذراع فارس من بيت الكاهن وسارا بأتجاه السيارة وبرغم ان فارس كان غاضبا على خسارته للمئة دينار وللموقف المحرج الا ان سعادته برؤية ياسمين غلبت عليه ...وصلا الى السيارة وطلبت ياسمين بدلع ان تقودها الا ان فارس ضحك وقال: "هو انا مجنون بعدي ما نسيت شنو سويتى فيّ لما سقتي السيارة المرة الفاتت.." ..اخذ فارس يقود السيارة وياسمين تجلس بجانبه وقال لها:شنو يا ياسمين كيف عرفتي وين انا؟...فقالت ياسمين وهي تضحك: انا ياسمين بقدر اطولك وحتى لو انك في اخر سما."
فقال لها:"فرحان لما خسرتيني المئة دينار للأهبل هذا..؟"
فقالت: الأهبل اللي راح عنده ..وانت شنو اللي خلاك تروح عند المجانين ..شنو بتفكرهم بفهموا بشيء ولا يطلع بايديهم يساعدوك تهرب مني يا فارس؟.
نظر فارس الى عيني ياسمين وقال بحنان :انا اهرب منك يا ياسمين؟ ...انا اهرب من كل الدنيا وما اهرب منك.
فقالت:طيب ليش رحت عندهم ..شنو عندك...تعبان من شيء ..واخذت ياسمين تضحك وضحك معها فارس على ما المحت اليه.
وقالت ياسمين: مو مهم اذا كنت انت بتفكر ان دجالين يقدروا يساعدونك في حل مشكلتك فأنت غلطان ...ويالله اعزمني على محل نأكل فيه علشان انا عندي الك خبر يسوى حياتك .فضحك فارس وقال: "على وين ب نروح هو انا ظل معي فلوس ؟..البركة فيش ما انت خليتني ادفع لكبيرنا مثل ماتقولين .
ابتسمت ياسمين وقالت: يا اهبل انت نسيت اني انا ياسمين ومعقول انا اخلي واحد اهبل مثله يضحك عليك؟ ..هاي الفلوس ..
وأخرجت من عباءتها النقود التي دفعها فارس للكاهن وفارس ينظر اليها مستغربا ..كيف حدث ذلك وهو لم يرها تقترب من الكاهن ولو للحظة ؟..فارس وفي اعماق نفسه اصبح على قناعة بأن ياسمين تملك قوة سحرية ما وبقناعته فهذه هي الطريقة الوحيدة التي يستطيع ان يفسر بها تصرفات ياسمين وقدراتها الغريبة ...ولكن فارس يخجل من ان يفكر بما يدور في خلده بصوت مسموع ويفضل ان يتجاهل ما يحدث حتى لا يبدو سخيفا.
سار فارس للبحث عن مكان ليتناول الغداء فيه مع ياسمين "ام الجماجم" وكان يفضل ان لا يكون هذا المكان في مدينته او أي مدينه مجاوره لعلمه بأن ما ترتديه ياسمين سيثير انتباه الموجودين ...ووقع اختيار فارس على احد المطاعم في مدينة بعيده فهناك الناس معتادون على رؤية فتيات يرتدين الخمار والعباءة على طريقة ياسمين....
وقبل ان يوقف السيارة بمحاذاة مطعم .. حذر ياسمين من القيام بأية حركة وان تتوقف عن حركاتها ومزاجها الذي اعتاد عليه وقال لها:
"لو انت مش لابسه هالخمار امزحي علىكيفك، بس الناس هنا اذا شافوش لابسه هذا اللباس بفكرونش متدينة وراح يستغربو أي مزحة او حركة من حركاتك ..
ابتسمت ياسمين بخبث وقالت لفارس: "خلاص انا اوعدك اني احاول ما احرجك"
ترجل فارس وياسمين من السيارة وسارا بإتجاه المطعم ، إلا ان ياسمين امسكت بذراع فارس ..
توقف فارس و"تنحنح" طالباً منها ان تترك يده وتسير بشكل طبيعي .
فقالت ياسمين: "اسمع لا تعقدني يا بمسك ايدك وبندخل مع بعض يا بدخل قبلك وانت بتدخل وراي يا بظل واقفة محلي ..اختار "؟
فوافق فارس على ان تسير امامه ..دخلت ياسمين المطعم وجلست على احدى الموائد وتبعها فارس وجلس الى جانبها وهمس مذكراً اياها بالوعد ان لا تحرجه..
ابتسمت ياسمين وقالت : "انا وعدتك اني احاول اتركني اتصرف على راحتي.
فقال فارس:الله يستر والحين تكلمى عن الخبر السعيد..
فقالت:لا يا حبيبي اول شيء بتطلب اكل وبنأكل وبعدين بتطلبلي شيشه وبعدها بتكلم..
ضحك فارس وقال:شيشه مرة وحدة ؟هذا اللي ناقص بس كيف بتدخنين وانت لابسه هالخمار ما تخافي حد يشوف وجهك ؟
فقالت:هاي مشكلتي انا مثل ما راح اعرف أكل بدون ما يشوفو وجهي راح اعرف ادخن.
طلب فارس الطعام وبعد ان انتهيا من تناوله رجاها فارس ان تنسى امر الشيشه ..الا ان ياسمين اصرت على ذلك وكان لها ما ارادت ..احضر فارس الشيشه ووضعها امامه..فتناولتها ياسمين من امامه ووضعتها امامها هي ورفعت ساق على ساق وامسكت بالشيشه بطريقة ملفتة للانتباه وقالت له: الحين انا مزاجي رايق واقدر اتكلم..
فقال لها: تفضلي تكلم جلطيني..
فقالت: خلاص يا فارس رايحين نتزوج ونعيش بره مثل كل الناس ..نشوف الشمس ونشوف النور ونبدأ نعيش بين الناس..
استغرب فارس ولم يصدق ما تقوله ياسمين فهل من المعقول ان ينتهي كل شيء بهذه السهولة وقال لها: ياسمين لا تمزحي معي...
فقالت: ما امزح انا اتكلم جد وفي هالموضوع مو ممكن امزح.
فقال فارس بعد ان امسك يد ياسمين بحركة لا شعورية: احلفي انك ما تمزحي مثل عوايدك ...
فقالت: "وحياة جدتى جورجيت اني اتكلم جد"..فقال فارس..:انا مو مصدق..
فقالت ياسمين محتدة:حلفتلك بجدتى جورجيت اني اتكلم جد واحنا بنحلف بكل الدنيا كذب الا بجورجيت.
فقال فارس: ما هاذا اللي مجنني ...معقول اللعنة تنتهي بالبساطة هاي؟ ..فقالت ياسمين:على مهلك يا حبيبي انا ما قلت ان اللعنة انتهت ولحين المشوار باوله...وان كنت تحبني صحيح راح تنتهي.
فقال:انا احبك بس مو فاهم ..فقالت ياسمين:خالتى العجوز وافقت يا فارس ان نتزوج بدون ما نسكن القبور...بس بشروط.
فقال: فارس مين هاي العجوز يا ياسمين انا اول مره سمعك تتكلمى عنها ...
فقالت:هاي امنا كلنا أم المظاليم وما بنسوى شي الا بموافقتها.
فقال فارس: يعني هي انسانة مثلك ومثل اختك وامك.
فقالت: تكون شنو ما تكون هذا مو شغلك ومو موضوعنا علشان نتكلم فيه المهم انك توافق على شروطها.
فقال فارس: انا موافق على كل شروطها..
فقالت ياسمين: مو لما اول تعرف شنو الشروط..
فقال:انا موافق يا روحي على أي شرط بالدنيا ممكن يخليكي جنبي.
صمتت ياسمين ، فأستهتار فارس بالأمور اقلقها ..وحاول فارس ان يخرجها من صمتها ولكنه لم ينجح حتى استغرب سبب هذا الصمت المفاجيء واخذ يبحث اين أخطأ هو؟..
خرجت ياسمين من صمتها وقالت بلهجة حزينة: فارس كلامك يخوفني انت ماخذ كل الامور ببساطة. فارس انا علشانك زعلت امي مني انا احبك وما ابى يصير فيك شيء هاي مو لعبة يا فارس.. لا تستهر بالموضوع .شروط العجوز مو بسيطة يا فارس صحيح هي اسهل من السكن بالقبور بس بعد مو بسيطة واذا شروط العجوز ما تنفذت ضاعت الفرصة الوحيدة علي وعليك...فقال فارس:انا ما كان قصدي استهتر انا قصدت اقولك ان علشانك ممكن اعمل أي شيء ..فقالت :انا اعرف يا فارس بس بعد اعرف الإشي اللي تقدر عليه واللي ما تقدر عليه..للعجوز ثلاثة شروط بقولك عليها..الاول: العرس يكون بالليل و فى مقبرة ومن طرفي بتحضر امي واختي والعجوز ومن طرفك لازم يحضر 9 اشخاص لا اقل ولا اكثر وانا بضل لابسه الخمار وما بيشوف وجهي احدا...
والشرط الثاني: ما رايحين نتزوج على طريقة دينك ولا ديني ..العجوز بتعلن زواجنا والحضور كلهم الشهود..
والشرط الثالث: نعيش مع بعض زوج وزوجة وما تدخل عليّ ولا تشوف وجهي لمدة 90 يوم وبعد ما يمرو تقدر تعقد القران عليّ مثل كل الناس..بس ممنوع احد يشوف وجهي غيرك لحد ما احمل منك وانجب بنت انسميها جورجيت ..واخذها معي الى الشام نزور قبر جدتى جورجيت وكذا بتنتهي اللعنة ونتطلع .....يتبع الحلقة امي واختي ويعيشوا مثل كل الناس..
ذهل فارس مما قالته ياسمين وكاد ان يصرخ لولا انه تنبه الى انه في مكان عام والكثير ينظر اليه ..صك على اسنانه وابتسم ابتسامة صفراء وقال بهدوء كتم به غضبه: "ياسمين انت تمزحي اكيد..اكيد تمزحي ..انت فاهمة شنو تقولين ...هذا كلام دخل برأس واحد عاقل ..هذا اللي انا بقدر عليه..في بني ادم يقدر على هذا شي وهذا الأشاء اللي اسهل من السكن بالقبور ..لا يا حبيبتي يكثر الله خير خالتش العجوز على هذى تسهيلات ..انا مو عارف شلون اشكرها اللي ما طلبت اني اجيب فرقة موسيقية على المقبرة ولا انها ما طلبت احطونا بتابوت ويرقصوا فينا .. يا ياسمين هذا كلام ما دخل العقل؟ انت خايفة عليّ انجن بس يا حبيبتي بها الطريقة مو انا بس راح اجن ..كل العيلة معي راح يجنو ..يسلم لي العجوز وافكارها ..ما تبى اكتب على كرت العرس تفضلوا لحضور حفل الزفاف في المقبرة الفلانية وابدا الف اوزع الكروت على الناس علشان اجيبلها معازيم بس انا لازم اكتب على الكرت : "الرجاء عدم اصطحاب من هم دون سن السادسة عشرة ونحن غير مسؤولين عن "عقول" الحضور" ..يا ياسمين خافي الله والله لو اقول هذا الكلام لمجانين كان يضحكوا عليّ..
"حبيبتي انا موافق اني اسكن القبر وموافق اعيش معاك تحت القبور ارحم من شروط العجوز...
قرصت ياسمين فارس بيده وقالت له: اطلع حواليك وبلفتة عين ادرك فارس بأن حركاته لفتت انظار الجميع اليه بطريقة غريبة واعتدل في جلسته على الكرسي وحاول ان يبتسم ..وقالت ياسمين: "اول اشيء اذا مرة ثانية بتتكلم معي بهالطريقة بحمل نفسى وبمشي وما بخليك تشوف وجهي من مرة ..شنو انت انجنيت ..اسمع انا عارفه اني لازم اتعامل معاك مثل الولاد الصغار وعلى فكرة انا فاهمه شنو بتكلم وكل اللي قلته انت ولا شيء مقابل انك تنام ليلة وحدة داخل قبر علشان كذا لا تحكم على الامور بسرعة وهاي الفرصة الوحيدة اللي عندنا واذا انا ما راح اهتم فيها علشانك انت فأنا عندي اسباب ثانية اللي هي امي واختي اللي ما ابى يظلوا طول عمرهم تحت القبور وابى يطلعو يعيشو مثل الناس...
فقال فارس :"طيب يا ياسمين مت انت قلتى ان انا ممكن اتزوجك واعيش معك تحت القبور لحد ما ننجب بنت وبعدين بتخلص اللعنة ويطلعو للنور؟ ..انا موافق هاي طريقة اسهل من شروط العجوز"
...ابتسمت ياسمين وقالت: يا فارس افهمني بهالطريقة مافي امل انت ما عارف شنو تقول ..وانا احبك وما ابى تنجن يا فارس اللي عايش بالنور ما يقدر يعيش بالعتمة...صدقني يا فارس يوم واحد ما تقدر ..انا اعرف اكثر منك لا تدفعني اشرحلك اكثر واحسن لك ما تعرف ..صدقني ، شروط العجوز اسهل بكثير والشي الصعب ممكن اساعدك انا على ان يصير سهل...
فقال فارس: "طيب يا ياسمين تعالي نتكلم بالعقل 90 يوم ما اشوف وجهك وانت عايشه معاي سهله وما فى مشكلة وبعد ما يشوف وجهك اي انسان لحد ما تنجبى بنت ..بعد سهلة وما فى مشكلة اني اتزوجك على طريقة العجوز بعد هاي ممكن تصير ..نسوى عرس وما حدا يشوف وجهش بعد هاي ما بتدخل العقل بس بعد ممكن تصير.
يكون العرس في المقبرة وبالليل بعد هاي لألي انا لوحدي ما فى مشكلة ..بس كل قوة الدنيا ممكن تخليني اقدر اقنع واحد يحضر معي على مقبرة بالليل وبعد علشان شنو ؟ علشان عرسي.. انا أي فهميني كيف ممكن؟ ..ضحكت ياسمين وقالت: شايف كل المشاكل انحلت وما ظل قدامك الا مشكلة وحده كيف تبى تعزم الناس علشان يحضرون عرسك؟
فقال فارس مغتاظا: "اتفضلي انت واعزميهم اشوف شطارتك"
فقالت: انا بالنسبة الي هاي مسألة بسيطة كثير"..وبحركة سريعة اشارت بيدها للجرسون في المطعم وعندما حضر ابتسمت وقالت له: " ممكن اطلب منك خدمة صغيرة؟..شوف.. عرس فارس الأسبوع الجاي يا ريت تعزم كل القاعدين في المطعم وتقلهم يتفضلو عنا وطبعا بس قلهم انو العرس بيكون في مقبرة؟
فرد الجرسون محاولا ان يستوضح ..فقد ظن انه سمع الكلمة الاخيرة خطأ..
- عفوا مو فاهم وين العرس؟
فقالت ياسمين: في المقبرة ..المقبرة اللي يدفنو فيها الناس والتفتت الى فارس وقالت: اي مقبرة يا فارس بيكون العرس؟
ابتسم الجرسون واصطنع فارس الابتسامة وقال:
- هاي بتتكلم عن قاعة افراح مثل الزفت بتصلح تكون مقبرة مو قاعة افراح.
ذهب الجرسون وقالت ياسمين: شاطر وبتعرف تغير الموضوع من جد لمزح...فقال:"اتعلمت منك!!"
فقالت: طيب خلينا نشوف شطارتك وكيف بتعزم الناس على عرسك؟
فقال فارس: انت مقتنعة اني ممكن انضرب بعقلي وافكر مجرد التفكير في هالموضوع.
فقالت:آه مقتنعة؟؟
فقال:اذن انت غلطانه..
فقالت:اذن انت ما تحبني..
فقال : لأ احبك بس لو اسوى كذا بكون مجنون والمجانين ما بتعرف تحب...
فقالت: "مو صحيح ما فى احلى من حب المجانين..ضحك فارس وقال: "ياسمين انت متخيله الموقف ..ممكن تكلم مع حد بهالموضوع وما يفكرني مجنون ؟ طيب مو مهم خليهم يقولوا عني اني مجنون ممكن يمشو ورا مجنون؟
فقالت: "جرب وبعدين بتحكم على الامور...صدقني يا فارس انها سهلة كثير وان صممت راح تقدر تقنعهم" ..ضحك فارس وقال: "طيب اذا هاي سهلة ممكن تقولى شنو الصعبة..؟"
تابع الحلقة الخامسة وعشرون
الحلقة الخامسة والعشرون
هزت ياسمين رأسها وقالت : "الصعبة يا فارس انهم يقتنعوا بعدها ما يشوفون وجهي وما يحاولون يعرفون مين أنا ، وما تطالع انت الحين وراك ..
لم تكمل ياسمين الجملة حتى التفت فارس ليرى ما يوجد خلفه..!تلفت فارس ليرى ما يوجد خلفه متناسيا طلب ياسمين منه ان لا ينظر الى الخلف ...ولكنه لم ير خلفه أي شيء..
فقال لياسمين: ما في شي وراي ليش قلتي لي ما اطلع وراي، شنو كان في!!؟
فقالت ياسمين:لا شيء لم يكن هناك شيء في المرة القادمة حينما اطلب منك ان لا تنظر الى الخلف فأرجوك ان لا تنظر، لقد قلت لك ان من اصعب الأمور ان تقنعهم ان لا يروا وجهي وان لا تنظر انت الى الخلف ،ولكن في اقل من ثانية نظرت خلفك فكيف يمكن ان تقنع عائلتك واقاربك ان لا يروا وجه زوجة ابنهم..؟!!
فقال فارس: هذه ليست مشكلتنا ان اقتنعوا فليكن وان لم يقتنعوا فهي مشكلتهم هم.
فقالت ياسمين:ولكن انت مشكلتي فان طلبت منك ان لا تنظر خلفك فهل ستقبل؟!
فقال فارس: نعم اعدك بأن لا انظر خلفي ابدا حينما تطلبي مني ذلك...ولكن ما دخل ذلك بما نحن فيه الان ؟!
فقالت: ستعرف قريبا والآن هيا تحرك وابدأ بأقناع تسعة اشخاص ليحضروا حفل زفافنا..
فقال فارس: ولكنك قلت لي انك ستساعديني بأقناعهم ..
فقالت :سافعل ذلك يا فارس ولم انس وارجو منك ان لا تنسى وعدك لي بأن لا تنظر خلفك ان طلبت منك ذلك..
خرج فارس وياسمين من المطعم واستقلا السيارة وسارا بأتجاه المدينه ودار بينهما حوار طويل حول الزفاف وشروطه...وسأل فارس ياسمين الى اين تريد ان يوصلها..فطلبت منه ان ينزلها في أقرب شارع للجبل ...غير فارس اتجاهه حتى وصل لاقرب شارع للجبل..وهناك طلبت منه ياسمين ان ينزلها ويكمل طريقه الى البيت فسألها فارس:الى اين ستذهبين يا ياسمين..؟
فقالت له: لا تسأل ،وارجوك ان تسير الى الامام وان لا تنظر خلفك حتى ولو بمرآة السيارة...
سار فارس وتركها بجانب الطريق وتجنب النظر الى الخلف حتى ابتعد عنها...واخذ يفكر طوال الطريق كيف يستطيع ان يقنع عائلته بحضور زفافه داخل مقبرة وماذا سيقول لهم ؟.
وصل فارس الى البيت وجلس يفكر قليلا وقرر ان يحدث امه بهذا الموضوع خاصة وان امه هي الوحيدة التي تعرف بـ "لعنة جورجيت"احتار فارس كي يبدأ معها الحديث ولم ينس بعد ما حدث لها حينما تحدث معها بهذا الموضوع وانه وعدها بأن لا يتحدث بشأنه امامها.. قرر فارس انه لا بد من ذلك وتوجه الى حيث تقعد امه وقال لها...:"يا امي ابى اتكلم معك بموضوع انا وعدتك واعرف انك ما تحبي تسمعيه ..!!!"
احتدت ام فارس وقالت له:"تبى تتكلم بموضوع "جورجيت" انا ما عندي شى اقوله انا قلت لك كل اللي اعرفه وانت عمرك ما بتصدق ..انت راسك ناشف وبترجع تقول لي هاي قصص عجايز ما تخوف...انتو يا اولاد المدارس ما تصدقوا ان في اشياء كثيرة ممكن تصير وتفكروا نفسكم انتم بس اللي تفهموا .."
ربت فارس على كتف امه وقال لها:يا امي انا مصدق كل شي عن قصة جورجيت ..وانت ما كذبت علّي وكل كلامك صح..
نظرت اليه وقالت: "طيب يا امي ما دمت مصدق سوى مثل ما قلتلك وسافر لبعيد ولا تخلي جورجيت تعرف محلك يمكن الله ينجاك منها" ..امسك فارس بيد امه وقال :"لا تخافي يا امي ، جورجيت ماتت واللعنة بتخلص قريب جدا".
قاطعته امه قائلة :"رجعت تقول لي جورجيت ماتت والبنت الحلوة اللي قلت لي انها اعطتك صورة ابوك وجدك ما هاي هي جورجيت ،ليش ما تصدق ؟ قلتلك جورجيت ما تموت...!
فقال فارس: لا يا امي ما فى احد ما يموت، وبعد مو معقول بعد مية سنة جورجيت تكون عايشة ،والبنت الحلوة اللي قلت لك عنها هاي مو جورجيت هاي اسمها ياسمين ..وجورجيت بتكون جدته..
فقاطعته امه وقالت:لا يمه لا تصدق هاي جورجيت ..
فرد فارس:يا امي انا صرت اعرف القصة اكثر منك هاي بنت بنتها وانا احبها وراح اتزوجها.
فقالت الام وهي تبكي:تبى تتزوجها يمه ..هاي جاي تنتقم منك لانك من ولاد الدهري لا تصدقها يمه ..!!
فقال فارس:صدقيني يمه لو تبى تسوى فّي شي كان سوت زمان وما في حد منعها ..افهميني الله يخليكي يا امي بعد ما اتزوج ياسمين راح تنتهي اللعنة كلها ..وفي اشياء كثيرة ما تعرفيها انت بس انت اطمئني ولا تخافي.
صمتت ام فارس وهي لا تدري ماذا تقول او تفعل وايمانها كبير بأن ما سيرسمه القدر لا يمكن ان تغيره..وشرد فارس بخياله هو ايضا فهو لا يدري كيف سيشرح لامه بأن زواجه من ياسمين لا يتم الا بشروط واحداها ان الزواج سيكون في احد المقابر وفي ساعات الليل.
وتجرأ فارس وبدأ يشرح لامه محاولا اقناعها بطريقة الزواج الغريبة ولكنه فوجيء بأن امه اخذت تصرخ وكاد ان يغمي عليها فور سماعها لما قاله وعبثا حاول فارس ان يهدئها ..وبالرغم انه قال لها انه بيمزح لا اكثر ولا اقل ولكن امه ظلت تصرخ وتبكي بصوت عال واستسلم فارس وتركها لتهدأ لوحدها ،وفي هذه الاجواء المشحونة بالبكاء والصراخ دخل علاء الاخ الاصغر لفارس الغرفة ليستوضح سبب بكاء امه وصراخها...!!
وقبل ان يسأل قالت امه :شايف يا علاء اخوك فارس تجنن ويبى يجننى معاه ...يبى يتزوج في المقابر ..اخوك هذا يبى مستشفى مجانين.. "جورجيت" طيرت مخه من راسه..
اخذ علاء يهدىء من روع امه وهو يزم على شفتيه محاولا حبس ضحكته مما سمعه منها ...هدأت امه واصطحبها الى شرفة المنزل لتستنشق قليلا من الهواء وعاد الى فارس ليسأله عما يحدث....فأجابه فارس:لا شيء يا علاء لا شيء ..فأصر علاء ان يعرف القصة والسبب الذي دفع امه لتصاب بهذه الهستيريا..فقال له فارس بانه لا توجد اية قصة وان كل ما فّي الموضوع انه يحب فتاة ويريد ان يتزوجها واشترطت هذه الفتاة ان يتم الزفاف في احدى المقابر..
حاول علاء ان لا يضحك ولكنه لم يستطع واستفز فارس من ضحك علاء وهم بمغادرة البيت الا ان علاء امسك بيده وقال له: "لا تزعل يا فارس ولا تلومني مهو يا اضحك يا اصرخ وألطم على وجهي مثل امك"..الطريقة التي تحدث بها علاء جعلت فارس يضحك هو ايضا وجلس وقال لعلاء:معك حق تضحك بس افرض اني انا بمشكلة كبيرة وهالمشكلة هاي ما بحلها الا اني اتزوج في المقبرة ...انت بتساعدني وبتيجي معي ولا لأ..؟!!
صمت علاء قليلا وبداخله اعتقد ان اخاه فارس يمزح لا اكثر ولا اقل وفكر ان لم يكن فارس يمزح فهو فعلا قد جن وقال لفارس:
"طبعا انا معك وانا جاهز اروح معك وين ما تبى".
لم يخف على فارس ما فكر به علاء وابتسم وقال له:"انا امزح يا علاء امزح" وخرج فارس وركب سيارته واخذ يتجول من شارع الى اخر وهو يفكر ماذا يستطيع ان يفعل وقد اغلقت امامه كل الابواب فهو لم يستطع ان يقنع امه واخاه وهما اقرب الناس ...وتذكر فارس غضب امه وعاد الى البيت مسرعا خشية ان تحكي امه قصة جورجيت لعلاء ، خاصة ان علاء لا يعرف عن هذا الموضوع شيئا. توجه فارس لامه فوجدها لا تزال تبكي وهي تجلس مع علاء ..فاقترب فارس منهما وهو يدعو الله ان لا تكون امه قد قالت شيئآً لاخيه ..فجلس معهم واكتشف ان امه لم تحك لعلاء سوى ان فارس "يحب بنت غريبة وراح تجننه" ...وشاركهما فارس الحديث واطمئن حينما شعر بأن امه حريصه اكثر منه ان لا يعرف علاء ان فارس من عائلة اخرى غير عائلته...خرج فارس مره اخرى وسار بالسيارة لساعات وبعد ذلك اوقف السيارة واخذ يسير على قدميه حتى ساعات متأخرة من الليل وهو شارد الذهن يسير الى حيث تأخذه قدماه ..ولم يقطع شروده وسرحانه الا صوت مفاجيء جاءه من الخلف :"فارس لا تطلع وراك" ،وفور سماع صوت ياسمين الذي ميزه فارس بسرعة تلفت خلفه ليراها تسير بعيدة عنه عدة اقدام...اقتربت ياسمين من فارس وسارت بجانبه وطلبت منه ان يستمر في سيره ..وقالت له غاضبة: انت وعدتني لما اطلب منك ما تطلع وراك ما راح تطلع ليش اطلعت وراك ليش ما حافظت على وعدك انا كيف اثق فيك واركن عليك ولسه ما مر يوم على وعدك وانسيته...
قاطعها فارس وقال لها: "ما صار شيء يستحق كل هالزعل انسيت وطلعت شنو صار.. طارت الدنيا".
فقالت ياسمين:"يا فارس لا تستهتر بالامور انا طلبت منك شي .. سويه وبس..."
فقال فارس محاولا ان يحسم الموضوع: "حاضر والله العظيم ما راح اتطلع وراي واعتبريها اخر مرة .."!
فقالت ياسمين: طيب يا فارس بس بحب اقول اني انا ما ب
اعرف شو يصير في وحده من المرات اللي بطلب منك فيها ما تّطلع وراك وتنسى انت وتطلع لا تستغرب ان قلتلك ان ممكن يصير شي كثير مو جيد علشأنك وعلشاني..
فقال فارس: حاضر حاضر ما راح انسى.
فقالت ياسمين وهي تضحك: "المهم تكلمت مع حماتي على العرس؟...اكيد استانست كثير."
فقال فارس :اكيد استانست وايد وااااايد ومن الفرحة كان راح يغمى عليها.
فقالت ياسمين: اعرف اشكثر فرحت هي و اخوك علاء ما في داعي تقول المهم انت بعد فشلك الكبير مع امك واخوك شنو راح تسوي ...؟
فقال فارس مستغربا: اول شيء انا ابى اعرف كيف انت تعرفي شنو صار بيني وبين امي واخوي وانا تاركك جنب الجبل ؟
فهزت ياسمين رأسها وقالت ..انا ما اعرف اعتبرني خمنت مو اكثر ، المهم شنو راح تسوي ..
فقال: ما فى امل مستحيل ، هاي فكرة مجنونة ولازم اول ينجنو علشان يوافقو... !
ضحكت ياسمين وقالت: طيب بسيطه خليهم يستجنون وكذا انحلت المشكلة واذا تيى بساعدك.."!
فقال فارس: انك تجننيهم ما عنديش شك انه بطلع بايدك وزيادة يا ياسمين ..لازم انسى هالموضوع ، ما ابى يصير بأمي شي بسببي .."... ......
فقالت ياسمين: سلامتها حماتي وانا بعد ما ابى يصير فيها شي واكثر من كذا انا بعد بساعدك وبخليلك امك تنسى كل شي تعرفه عن هالموضوع من اوله لاخره ومن اول يوم عرفت فيه ابن الدهري لليوم ..هذا واكثر من كذا.. بعد ما في داعي انها تيجي وتحضر عرسك بالمقبرة ..شرط العجوز ان يحضروا تسع انفار من طرفك ..ومو ضروري امك تكون بينهم...فكر فارس قليلا وقال: "ولا اخوي علاء .."
فقالت ياسمين :ولا اخوك علاء ما في داعي ييجي...
فقال فارس: طيب ما بنفع اكون انا لوحدي وتخلص هالمشكلة"!؟
فقالت ياسمين: لو هالموضوع بأيدي ينفع بس الشرط شرط تسع انفار من طرفك لازم يحضرو مو مهم شنو يكونو ..اقاربك او معارفك او اصحابك .. انت حر اختار اللي يناسبك.
لمعت برأس فارس فكرة ان يقوم بأستئجار تسعة اشخاص ما دام لا يهم من يكونوا بالنسبة له مقابل النقود وليس من المستحيل ان يقنع تسعة اشخاص او عشرة ولكن فرحته تلاشت حينما فكر بانه يحتاج الى مبلغ كبير ليستطيع اغراء الاشخاص بحضور حفل زفافه داخل المقبرة خاصة وان ظروفه المالية في الآونة الاخيرة سيئة جدا.
فشرح لياسمين فكرته وقال لها انه سيضطر لبيع سيارته ليوفر مبلغا قد يكون كافيا ..
فقالت ياسمين: اذا المشكلة مشكلة فلوس انا اقدر اساعدك واكملت مازحة : انا كنت اوفر المصروف اللي اخذه من امي لهى اليوم..
فضحك فارس وقال: على هاى انت موفرة مبلغ كبير ...يعني ممكن الاقي معك مية دولار..
فاخذت ياسمين تحسس على اصابعها وهي تضحك ممكن اكثر شوي...!
فقال فارس: اكثر يعني كم ؟...ممكن يكفو لعشا في مطعم على مستوى..؟
فقالت ياسمين: اه يكفو نتعشى في مطعم واذا تبى بعد بتقدر غير ثمن العشاء ..نشتري كل المدينة المجاوره...
فضحك فارس لكلام ياسمين وقد ظن انها تمزح...فقالت له بجدية: "على فكرة انا ما امزح "..اذا كان الموضوع موضوع فلوس انا واختي عندنا ذهب يشتري المدن المجاوره واكثر من ذالك وعمر ما كان له قيمة ..وعمرنا ما فكرنا ان بساوى يوم واحد نعيشه بالنور مثل الناس..لا تبيع السيارة ولما تروح على البيت بتلقى المشكلة محلولة ...بس لا تنسى ان الاشخاص اللي بتستأجرهم علشان يحضرو عرسك لازم يعرفو بالاول انهم جايين على عرس فيه عريس وفيه عروس ومو على مزحه ولا على لعبه ولو انسحب واحد منهم بارادته بيفشل كل اشي يا فارس"
...استمر فارس وياسمين بالسير وتوقفت ياسمين فجأة وسار فارس عدة خطوات واراد ان يتلفت الى الخلف ليرى لماذا توقفت ولكنها قالت له قبل ان يتلفت ...فارس لا تتطلع وراك..!
شد الفضول فارس لينظر الى الخلف ولكنه تذكر تحذيرها له واستمر بالسير وهي تسير خلفه دون ان يراها وتحدثه ويتحدث معها..حتى توقف الحديث فجأة ووقف فارس دون ان يتلفت الى الخلف لعدة دقائق وهو يقول :ياسمين.. ان كنتي ليلحين وراى تكلمى "..فلم يتلق فارس أي جواب واستمر بالسير الى الامام دون ان يلتفت الى الخلف وسار بشكل دائري حتى وصل الى سيارته وركبها وعاد الى البيت ووجد ان امه واخاه نائمان.... فدخل لينام ففوجيء بانه رأى على سريره مجموعة من القطع الذهبية القديمة.. وللحظة لم يعلم كيف وصلت الى غرفته وهم بأن يذهب ويسأل امه واخاه ولكنه تذكر ان ياسمين "ام الجماجم" قالت له انه حينما يصل الى البيت سيجد ان مشكلة الفلوس قد حلت .
لم يستغرب فارس قيام ياسمين بإحضار قطع الذهب ولكن ما اثار دهشته هي كيف استطاعت ادخالها الى غرفته وهو قد تركها خلفه؟ ..تحسس فارس القطع الذهبية بأصابعه...وفكر كثيرا وقال لنفسه:
لو ان ياسمين "ام الجماجم" صادقة في ما قالته فسيصبح اغنى رجل في البلاد...في صباح اليوم التالي توجه فارس الى احد محلات المجوهرات في المدينة واطلع صاحبها على احدى القطع وبعد ان تفحصها صاحب المحل قال لفارس انه يعتقد انها تساوي الكثير وعرض على فارس مبلغا من المال مقابلها الا ان فارس وجد المبلغ تافها وتوجه الى آخر فدفع له مبلغا اكبر فباعه جميع القطع التي معه بمبلغ يزيد عن العشرة الاف دينار ..سار فارس وقرر ان يتوجه الى احد اصدقائه السابقين ليساعده في جلب التسعة اشخاص لحضور زفافه في المقبرة مقابل المال حيث التقى صديقه ذا العلاقات الاجتماعية العديدة وطلب منه المساعدة ..صديق فارس استعد لأن يقوم بمساعدته شريطة ان يقنعه فارس اولا بالسبب الحقيقي ..حاول فارس ان يقنع صديقه بأن الموضوع هو زفاف فقط اشترط ان يتم في مقبرة ويجب ان يكون هناك من طرفه تسعة اشخاص.. ولكن صديق فارس لم يقتنع ولم يضحك فقد ظن ان الامر اكبر من هذا بكثير وبعد جدل طويل بين فارس وصديقه اتفق الاثنان على ان يتم الامر وان يقوم صديق فارس بالبحث عن الاشخاص الملائمين لهذه المهمة واعطاه فارس الف دينار تحت الحساب...وتركه على ان يعود اليه في الغد..
وفي اليوم التالي حضر صديق فارس الى بيته واخبر فارس وهو يضحك بانه استحال عليه اقناع أي شخص بهذه الفكرة وقال لفارس : ولكن الطريقة الوحيدة التي استطيع بها اقناع هؤلاء هو ان تحضر "كاميرا فيديو" لتقول لهم بأننا سنصور مقطعا من فيلم او ما شابه ...اقتنع فارس بالفكرة وقال لصديقه: ليكن ذلك ثم غادر صديق فارس ليكمل المهمة..وجلس فارس في حديقة المنزل ينتظر امه لتحضر له فنجان القهوة وفي الشارع المحاذي للحديقة توقفت سيارة تكسي وترجلت منها ياسمين ذات الخمار وتوجهت الى حيث يجلس فارس في الحديقة التي لا تبعد عن الشارع سوى عدة اقدام.. رآها فارس واخذ يتلفت حوله خشية ان تكون امه قد رأتها..
اقتربت ياسمين من فارس وقالت له: شنو قصتك ليش تتلفت حواليك ؟
فوقف فارس وقال لها: هيا لندخل الى غرفتي بسرعة قبل ان تراك امي..لم تأبه ياسمين بطلب فارس وجلست في الحديقة وقالت له: انت تعرف جيدا ان شكلي حلو وما يخوف ولا يعيب وعللشان تخبيني عن اهلك وجيرانك يا فارس..
فرد فارس :"انت عارفه اني ما اقصد ..وانت فاهمة انا شنو اقصد.. امي تعرف انت مين وما ابيها تخاف ..
فقالت ياسمين: انا ما اخوف يا فارس
فقال فارس: طيب على راحتك اقعدي وين ما تبين وانا داخل اجيبلك القهوة
فقالت :لا تعذب نفسك خليك قاعد ..امك الحين بتطلع وبتجيبها الا اذا كان قصدك تدخل علشان امك ما تطلع بره..
حك فارس رأسه بيده ففعلا هذا ما قصده وعاد وجلس بجوار ياسمين وهو يفكر ماذا سيحدث الان حينما تخرج امه وترى ياسمين ذات الخمار ...قالت له ياسمين:
لا تفكر كثير يا فارس بس اعتقد ان يكفي ولازم تواجه الامور شوي ..
فقال فارس :هاي امي يا ياسمين وما ابى...
فقاطعته ياسمين : ما تبى شنو يا فارس ؟..ما تبى تشوفني بس اول على اخر راح تشوفني ولا تبى تظل مخبيني طول عمرك..؟
فقال فارس:لو ما تعرف في القصة مو مشكلة ..صحيح يا ياسمين انت وعدتيني انك تنسي امي كل قصة الدهري وجورجيت وتنسي كل شيء ..
تابع الحلقة السادسه والعشرون
الحلقة السادسة والعشرون
فقالت ياسمين:انا ما وعدتك يا فارس انا قلتلك بساعدك اني اخلي امك تنسى قصة الدهري من اولها لاخرها ..بس اسم جورجيت احنا نذكر الناس فيه ما نسيهم اياه ...انا بساعدك بس مو مستعدة اشعر ان امك احسن من امي واول شي لازم تتعرف عليّ على حقيقتي ..ياسمين بنت لعنة بنت جورجيت وان هاي اللي راح يتزوجها ابنها فارس علشان يا فارس انا فخورة بأهلي وما ابى اشعر في المستقبل وبعد سنين ان اقرب الناس لك ما كان يعرف مين انا ..انا موافقة اني اتزوجك بدون ما حد يحضر من اهلك بس لازم حد من اهلك يتعرف على اللي بتصير زوجة ابنهم بعين انا اساعدك انها تنسى كل شي ولما ننجب بنتنا الامورة ونسميها "جورجيت".. امك تكون جدتها وان كانت ناسية بتذكر اول ما تشوف بنتنا الصغيرة الامورة جورجيت.
صمت فارس قليلا ثم وقف وقال لياسمين:
"معك حق يا ياسمين انا لازم اواجه الموقف ولازم اعرف امي عليكي..دخل فارس الى البيت ووجد امه قد وضعت فنجان القهوة على الطاولة وجلست تضع يدها على خدها كئيبة حزينة ..
اقترب منها فارس وقال لها :شنو فيش "يما" ليش قاعدة حزينة انا عندي برة ضيوف وابى اعرفك عليهم..
هزت ام فارس رأسها :"شفتها يمه ..شفتها من الشباك لما جيت كنت بطلعلك القهوة الله يستر من اللي بيصير.
فقال فارس:لا يما لا تخافي ولازم اعرفك عليها هاي ياسمين وراح اتزوجها الاسبوع هادا ودار حوار بين فارس وامه التي يتملكها شعور بأن ابنها ذاهب الى الهلاك ..امسك فارس بيد امه وخرج معها الى الحديقة حيث تجلس ياسمين اقترب منها وقال: "هاي امي يا ياسمين وهاي ياسمين يمه..."
ابتسمت ام فارس وهزت برأسها وقالت اهلا وسهلا وابتسمت ياسمين وهزت برأسها هي الاخرى مقلده ام فارس وقالت اهلا فيكي ..واخذ فارس يعرف الواحدة على الاخرى ويمهد الاجواء لتتحدث الواحدة مع الاخرى..
وقالت ام فارس ببساطة ومن منطلق خوفها على فارس والله فارس يحبك كثير وفارس كان صغير وما لو دخل في اللي سواه جده سالم معك..
قاطع فارس امه بسرعة وقال :"يمه انا قلتلك هاي ياسمين بنت بنت جورجيت ومو جورجيت "...فقالت ياسمين موجهة كلامها لام فارس :
"انا اعرف ان فارس يحبني وانا احبه علشان هذا نبى نتزوج ...فقالت ام فارس :والله هالصوت سمعته قبل هالمرة والله هالصوت جاني وانا نايمة وانا صاحية ومو ممكن انساه هذا صوت جورجيت..
اراد فارس ان يتكلم ولكن ياسمين سبقته وقالت انا الي الفخر ان صوتي يشبه صوت جدتى جورجيت اكلهوبكون سعيدة اكثر اذا كان صوت بنتنا انا وفارس يطلع مثل صوت جدتى جورجيت..!
فقالت ام فارس :حرام فارس ما اله ذنب في اللي صار..
ردت ياسمين ثانية:وشنو شايفيتني ابى اكله.
تدخل فارس بسرعة حتى لا يحتد النقاش اكثر بين امه التي لا تريد ان تقتنع بأن التي تراها هي حفيدة جورجيت وليست جورجيت ..وبين ياسمين ..وانتهى النقاش في اجواء متوترة..ودخلت ام فارس الى البيت تاركة خلفها ياسمين وفارس في جو مضطرب.
فقال فارس محاولا تهدئة ياسمين:انت مو لازم تزعلي من امي.. القصة كلها مخربطة حياتها وبلهجة كان واضحا منها ان الدموع قد انهمرت من عينيها رغم ان الخمار كان يخفي كل شيء ..
قالت ياسمين : انا بعد انسانة ومو مجبورة افهم الناس وما يفهموني.. انت شفت امك كيف تطلع عليّ شنو انا مو انسانة؟..
لم يكترث فارس او نسي انه يجلس في الحديقة واقترب من ياسمين وضمها اليه محاولا ان يخفف عنها ويهدئها ..كان واضحا ان ما قام به فارس ساعد على تهدئة ياسمين ثم اخذ يمازحها لدقائق طويلة حتى استطاع ان يدفعها لتطلق ضحكة اعادت الاجواء الى طبيعتها ،
وقالت مازحة: فارس امك بتتخيلك دجاجة وبتفكر اني راح اكلك..
ضحك فارس وضحكت ياسمين ومن ثم اخرجت من عبائتها "قلادة" غلب عليها اللون الازرق مع الفضة وناولتها لفارس وقالت له :..خذ هاي القلادة وحطها في البيت وما دامت في البيت ..امك ما راح تتذكر أي شيء يخص هالقصة وما راح تتذكرني حتى لو شافتني مرة تانية ..راح ترجع تتذكر بس ننجب بنتنا.
اخذ فارس القلادة ودخل وخبأها في البيت وخرج الى ياسمين وقال لها :انت متأكدة انها ما راح تتذكر أي شيء ؟ ..فقالت ياسمين تحب تجرب جرب وروح ناديها بس انا نصحك بلاش ...فقال فارس: "راح اناديها" شنو يصير اكثر من اللي صار ودخل الى البيت بسرعة واصطحب امه معه الى حيث ياسمين ووقف ينظر الى امه ليرى ماذا سيحدث ..نظرت ام فارس الى ياسمين بأستغراب وكأنها تراها للمرة الاولى..ونظرت الى فارس وعيونها تتساءلان من هي؟.. فرح فارس لأن امه لا تتذكر وقال لها بسرعة: "هاي ياسمين يمه" ..فقالت الام :اهلا وسهلا يا بنتي ليش قاعدين بره؟..تفضلوا ادخلوا"
فقالت ياسمين متعمدة..معلش يا حماتي احنا مستعجلين بكره برجع عندك"
استغربت ام فارس من كلمة"حماتي" وقبل ان تستوضح ،سبقتها ياسمين وقالت : اش فيش يا حماتي؟.. شنو فارس ما قاللش ان احنا مخطوبين وراح نتزوج الاسبوع الجاي واحتما ل نسكن عندك في البيت ..مو معقول ان فارس نسي يقول..يا الله يا فارس تكلم..وقول لها بعد انك حلفت علي بالطلاق ان ما حد يشوف مني شيء حتى عيوني وأولهم امك..معقول يا فارس امك "حماتي" ما تشوفني؟ يمكن انا حوله شلون تبى تعرف؟.. طيب انا راح انطرك في السيارة قول لامك ولا تتأخر عليّ..!
توجهت ياسمين الى السيارة ووقف فارس امام امه وهو لا يدري كيف يخرج من هذه الورطة الكبيرة ..بقيت عيون ام فارس تراقب ياسمين حتى أطمانت الى انها ابتعدت ونظرت الى فارس غاضبة وقالت:شنو اللي تقولوا هاي المجنونة يا فارس؟
ضحك فارس وقال:"هاي تمزح الحين بوصلها بسرعة وبرجع اقوللك.."
واسرع فارس الى السيارة حتى لا يعطي امه فرصة لتتحدث ..ركب السيارة وقادها فقالت له ياسمين :"انا نصحتك وانت ما سمعت ..!".
فقال لها:ولا يهمك لازم اتعود على افلامك ..
فقالت ياسمين :طيب خلينا في المهم..العرس يوم الثلاثاء الساعة (03،11 ) بالليل يعني بعد اربعة ايام..في مقبرة الارقام..جاهز يا فارس؟
فأخبرها فارس بانه جاهز وان الاشخاص المطلوبين لهذه المهمة ايضا جاهزون ...فقالت ياسمين :
"فارس.. في شغله مهمة لازم تتذكرها جيدا ..الاشخاص اللي انت جايبهم جايين على عرس مو على تصوير فيلم وانا احذرك هاي فرصتنا الاخيرة لا تستهتر فيها..والحين وقف السيارة وامشي ولا تتطلع وراك.".
اوقف فارس السيارة وترجلت ياسمين وتوجه فارس الى صديقه وابلغه بأن الاشخاص يجب ان يعرفوا بأنهم ذاهبون الى حفل زفاف وان فارس يجب ان يلتقي بهم ليبلغهم هذا بنفسه...فرد عليه صديقه بأن هذا مستحيل ..ووجد فارس نفسه بأنه لا بد ان يستعين بصديق اخر له من احدى المدن المجاوره فتوجه اليه بسرعة وبعد حوار وجدال ومحاولات كثيرة استمرت ليومين اشرف عليها فارس بنفسه..حتى لا يكون هناك مجال للفهم الخطأ استطاع فارس ان يقنع تسعة اشخاص باغرائهم بمبالغ مالية كبيرة وصلت الى ثلاثة الاف دينار للشخص الواحد وحتى يضمن فارس حضورهم دفع لهم جزءاً من المبلغ والباقي اشترط ان يدفع بعد حفل الزفاف..
عاد فارس بعد ان اتفق معهم على الموعد المحدد للقائهم ...وفي الطريق اخذ فارس يفكر بالمبلغ الذي معه وبانه لا يكفي لاتمام المهمة فخطر بباله انه لو يرى ياسمين ويطلب منها المزيد من القطع الذهبية وما كاد ان يصل الى البيت حتى لمح ياسمين تقف على ناصية الشارع وكأنها تنتظره بناء على موعد توقف فارس بجانبها فاقتربت من الشباك ولم تصعد الى السيارة وقالت له : "كيفك يا فارس اشتقت لك ".
فقال لها:وحشتينى اكثر.. اركبي...
فقالت :لا عندي شيء لازم اسوى ..
فقال لها: شنو تبين تسوين في منطقتنا ؟
فقالت :مو مهم تعرف شنو صار معك انت..؟
فقال: كل شيء تمام بس...؟
فقاطعته:الفلوس ما كفو ؟..
طيب مو مشكلة لما تروح على البيت بتلاقي المشكلة محلولة .. والحين امشي ولا تتطلع وراك وما بتشوفني الا في موعد الزفاف"!
سار فارس بالسيارة عدة امتار وسمع صوت ياسمين من الخلف يقول له..
- :"فارس لا تطلع وراك ولا تخلي الناس يضحكو عليك.."
ابتسم فارس وعاد الى البيت ..لاقته امه على الباب واخذت تنظر اليه نظرات غريبة ..ضحك فارس وعلم انه الان في ورطة ويجب ان يجيب على اسئلة امه حول ياسمين ذات الخمار ...امسكت ام فارس بإبنها وسحبته الى الداخل وهو يضحك وقالت له : "والحين ابيك تقولى قصة الشيخة المجنونة ..ولّي تقوله..وعلى فكرة المجنونة جت على البيت وتركتلك هاي "القطعة " ..وقالت لي اقلك لا تخلي الناس يضحكو عليك.."
امسك فارس بالقطعة الذهبية التي تركتها ياسمين له وهي من نفس نوعية القطع السابقة ووضعها في جيبه واستفسر من امه ان كانت قد تركت له شيئا اخر فردت امه بأنها لم تترك له شيئا اخر..وانها جاءت مسرعة وذهبت مسرعة حتى انها رفضت الدخول..وحاول فارس ان يتهرب من امه بالاجابة عن موضوع الشيخة المجنونة ولكن امه امسكت به لعدة ساعات وهي تستجوبه حتى ملت ..وفي صباح اليوم التالي توجه فارس لبيع القطعة لعلها تغطي جزءاً من المبلغ المطلوب ..دخل فارس الى نفس المحل وناول صاحبه القطعة..اخذ صاحب المحل يتفحصها ليرى اذا كانت حقيقية كالسابقات ..ففوجىء فارس وصاحب المحل حينما دخلت ياسمين وسحبت القطعة من يد صاحب المحل وناولتها لفارس وقالت له بصوت مرتفع ..
:"تعرف شو يعني حمار ..لا تطلع وراك"..
وخرجت ياسمين من المحل ونظر صاحب المحل الى فارس وسأله عن من تكون هذه المقنعة..؟
فقال له فارس: بقوللك مين هي بس تقدر تقلي شنو قصدها اني حمار..!؟".
فقال له:"اسألها ..وهات القطعة .."
فقال فارس : ماببيع لحد ما افهم ليش انا حمار..!
وبعد حوار طويل وجولة طويلة في عدة مناطق اكتشف فارس بأن سعر القطعة هو عشرة اضعاف مما كان ينوي بيعها ...
وفي صباح يوم الثلاثاء استعد فارس لليوم المشهود وبدأ يشعر بالقلق والخوف والساعات تقترب من الموعد وكان اكثر ما يخيفه هو مفاجآت قد تطرأ وتقلب الأمور راسا على عقب ......
وفي الساعة الثامنة مساء توجه الى مكان اللقاء بالاشخاص التسعة الذين احضرهم صديقه وكان واضحا على وجوههم انهم قلقون اكثر منه وان الخوف قد اعتراهم وبالرغم من المبالغ المدفوعة التي لم تستطع ازالة الخوف والقلق ..من حدوث شيء غريب وقناعتهم بأن الموضوع اكثر من مجرد زفاف فمن وجهة نظرهم لا يوجد مجنون على الارض يفكر في اجراء زفافه داخل مقبرة ..فأي مجنون هذا يدفع ايضا للحضور اجرهم..؟..جلس فارس معهم وحاول ان يطمأنهم وقال لهم: بانهم لن يخسروا شيئاً من وقوفهم لعدة دقائق..
ولتشجيعهم اكثر اخرج فارس النقود من جيبه واراهم اياها وقال لهم :"بعد ان ينتهي الحفل ساقوم باعطائكم هذه النقود فورا" ...ولكنه حذرهم ان هذا مشروط ببقائهم جميعا وان انسحب احدهم يعتبر العقد لاغيا ...فبادره احدهم وقال :
شنو تفكرنا يا رجال ...تبينى بعد نحفر القبور بنحفرها انت لحين ما عارف مين احنا ؟!
فقال فارس: "ما ابيكم تحفرو قبور ابيكم توقفو وتتصرفو طبيعي وما تخافو ..لا اكثر ولا اقل..".
اقتربت الساعة من العاشرة وتحرك فارس واصدقاؤه باتجاه المقبرة قبل الوقت المحدد تحسبا لحدوث أي خلل طاريء على الطريق قد يؤخرهم وفي تمام الساعة الحادية عشرة تسلل فارس واصدقاؤه الى داخل المقبرة بهدوء حذرين من اثارة اية شكوك حول دخولهم هذا المكان في هذه الساعة المتأخرة من الليل ..اصبح الجميع داخل المقبرة ولم يبق على موعد الزفاف المتفق عليه سوى عشرون دقيقة....
اقتربت الساعة من الحادية عشرة والنصف وفارس يتلفت يمينا وشمالا مترقبا حضور ياسمين ، بناءا على الموعد واخذ فارس يفكر ويتذكر ويراجع نفسه ليتأكد انه لم يخطيء بالموعد والمكان ...وتوصل لنتيجة ان المكان هو المكان الذي فيه والوقت ايضا وياسمين تأخرت عن الموعد عشر دقائق اما الاشخاص التسعة فكل منهم يغتنم التفات فارس الى الاتجاه الاخر ليهمس في اذن الاقرب اليه..ولا يختلف واحد مع الاخر بأن فارس مجنون..
وبدت الابتسامة والراحة على وجوههم بأن لا شيء مما قاله فارس سيحدث ولكن سرعان ما تلاشت هذه الابتسامة مع .....
تابع الحلقة السابعة والعشرون
الحلقة السابعة والعشرون
وبدت الابتسامة والراحة على وجوههم بأن لا شيء مما قاله فارس سيحدث ولكن سرعان ما تلاشت هذه الابتسامة مع ظهور امرأة مقنعة بالاسود من بين القبور ليدب الخوف في قلوبهم ،حتى ان البعض بدأ يرتجف وعلى العكس ابتسم فارس..واقترب من المرأة المقنعة ،واقترب منها وقال: ياسمين ليش تأخرتي..؟ فكرتك ما راح تيجين ..وان اللي بصير واحد من افلامك...؟
خلصينا بسرعة بعدين الشباب اللي معاي يهربوا...استمر فارس بحديثه بسرعة وقد اخفض من صوته ولكنه شعر بيد من الخلف تمسك به وتسحبه لعدة اقدام ليدب الرعب والخوف في قلب فارس حينما تلفت ورأى امرأة مقنعة هي الأخرى بالأسود ..وبنفس حجم الاولى..وتقول له :هاي مو انا يا مجنون هاي امي..!!
شعر فارس بقليل من الراحة جعلته يقوى على شد اعصابه قليلا بعد ان سمع صوت ياسمين وشعر بالاحراج حينما علم ان التي كلمها هي ام ياسمين ...اراد فارس ان يكلم ياسمين ولكنها قاطعته بلكزة بطرف يدها هامسة مو الحين بعدين ارجع عند جماعتك لحد ما اناديلك:
عاد فارس الى حيث يقف الاشخاص شهود الزفاف ورأى ان وجوههم مصفرة ومكفهرة ...اقترب منهم وارادوا ان يسألوه ولكنه اشار اليهم بأصبعه ان يبقوا صامتين ...اصر احدهم على ان يتكلم ولم يستطع فارس منعه ...وقال لفارس:اسمع انت ما قلت لنا انك تبى تجيبنا عند الجن ..مثل ما دخلتنا اطلعنا.
شعر فارس بأنه سيواجه مشكلة لم يحسب حسابها وان اصحابه يفكرون بالانسحا
